يمثل الموقع الاستراتيجي لكل من محافظتي الليث والقنفذة على ساحل البحر الأحمر مصدر جذب لكثير من الاستثمارات، ومما يزيد الجاذبية إليهما أنهما تحتضنان مكونات أساسية عدة لانطلاقة سياحية قوية قادرة على تكوين وتنمية هويتهما الاقتصادية بحسب مزاياهما التنافسية المتفردة؛ لذلك كان لهما النصيب الأكبر من مشاريع تطوير الواجهات البحرية لمنطقة مكةالمكرمة؛ فوُضعت خطة لتطوير ثلاثة مواقع رئيسية في الليث (المجيرمة، شاطئ الليث، جزيرة جبل الليث)، وبعض المواقع المساندة (العيون الحارة، موقع السرين الأثري، المنطقة المحيطة بميقات يلملم، جبال الرزان، منطقة السفاري والتزحلق على الرمال، الأسواق الشعبية في الوسقة)، إضافة إلى مشاريع تطوير واجهة القنفذة البحرية من خلال تطوير مخطط عام للواجهة البحرية بطول سبعة كيلومترات مع تحديد مواقع للمنتجعات السياحية على طول الواجهة البحرية؛ إذ تم تحديد موقعين رئيسيين هما المرسى البحري ومنتجع شاطئ حنيش؛ لتكون في مجملها واجهة سياحية متكاملة في كلتا المحافظتين. وتشكل هذه المشاريع التي اكتملت معظم بنيتها التحتية منظومة متكاملة تقدم أنماطاً وأنشطة متنوعة تشتمل على عدد من المشاريع السياحية، منها: المنتجعات، الإيواء السياحي، المشاريع الترفيهية، مشاريع رياضات بحرية، مرافئ، إضافة إلى عدد من الأنشطة والبرامج الرياضية والثقافية وغيرها، وكلها ذات جدوى اقتصادية، وتراعي البعدين البيئي والاجتماعي، وتضمن استدامة المواقع التي تم اختيارها للتطوير. يحتوي مشروع تطوير الليث الذي تبلغ مساحته 42983 متراً مربعاً على منطقة ترفيهية عامة تضم ساحة للاحتفالات وشواطئ رملية على مساحة 9965 متراً مربعاً ومناطق للاستخدامات المتعددة (ترفيهي وتجاري) على مساحة 5103 أمتار مربعة ومنطقة مطاعم مأكولات بحرية على مساحة 580 متراً مربعاً ومنطقة للألعاب ومرسى بحري. أما مشروع محافظة القنفذة السياحي فتبلغ مساحته نحو 107.366.00 متر مربع في منطقة شاطئ حنيش لإنشاء وتشغيل وجهة سياحية متعددة الاستخدام (سياحي، فندقي، وترفيهي)، ويحتوي على عدة عناصر تمثل الحد الأدنى من المكونات الاستثمارية المقترحة على الموقع في شاطئ حنيش مثل مناطق للاستخدام المتعدد (تجاري وترفيهي) بمساحة 9868 متراً مربعاً، كما يتضمن إنشاء منطقة مطاعم وسوق تجاري وسوق للأسماك الطازجة ومنطقة بيع بالتجزئة ومتاجر لبيع الملابس ومعارض لسلع مختلفة ومناطق ترفيهية وفندق أربع نجوم (71 غرفة) على مساحة 2281 متراً مربعاً ومنطقة مفتوحة للمقاهي والجلسات ومنطقة للمناسبات والجلسات والاحتفالات الخارجية بمساحة 6437 متراً مربعاً ومواقف سيارات تسع نحو 405 سيارات، ومركز للمؤتمرات يتسع ل500 شخص على مساحة 2202 متر مربع، ومنطقة لخدمات المراسي. ويطبق على هذه المشاريع النظام الجديد المعتمد مؤخراً من وزارة المالية ووزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة الزراعة والهيئة العامة للسياحة والآثار، والذي ينص على رفع مدد التأجير للمواقع السياحية من 25 عاماً إلى 50 عاماً. وضمن خطط التطوير التي ستشهدها المحافظتان أعلن الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة مؤخراً، أن محافظة الليث سينفذ بها ميناء بحري، كما ستشهد تنفيذ مدينة صناعية مخصصة للمواد الغذائية، إضافة إلي إقامة مطار في محافظة القنفذة، وعدد من المشاريع الحيوية في المحافظتين. ووصف الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار هذه المشاريع بأنها واعدة ومميزة، مؤكداً أن المرحلتين الأولى والثانية من تنفيذها ستسهم في توفير نحو 50 ألف فرصة عمل، ومشدداً على أن الاقتصاد الوطني أحوج ما يكون إلى المشاريع الاستثمارية التي توفر فرص عمل، وليست التي تحقق فقط استثمارات رأسمالية، وتوقع سموه أن تستهدف هذه المشاريع شرائح متعددة من المواطنين في منطقة مكةالمكرمة ومحافظات المنطقة، خصوصاً أنها سوق مستهدف لشرائح معينة لممارسة النشاطات البحرية. وحول اختيار هذه المواقع تحديداً أوضح الدكتور أمين محافظة جدة: (اختيار هذه المواقع في كل من القنفذة والليث تم بالتعاون بين أمانة جدة وهيئة السياحة، وقد بُني على دراسة مكتب استشاري عالمي، وتم اعتمادها من وزارة الشؤون البلدية والقروية، وأضاف: “تكفل هذه المشاريع تنمية المجتمع المحلي بإيجاد فرص عمل عديدة لأهالي المحافظتين، فضلاً عن تخفيف العبء عن مدينة جدة في مجال التنمية السياحية). من جهته توقع المدير التنفيذي لفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار في منطقة مكةالمكرمة محمد العمري أن تحقق مشاريع الاستثمار السياحي في الليث والقنفذة فوائد اقتصادية تتمثل في توفير فرص العمل وجذب استثمارات كبيرة تؤدي إلى إحداث نقلة تنموية في المنطقة بشكل عام، مضيفاً أن السياحة من أكثر القطاعات الاقتصادية توفيراً للوظائف، كما تتضمن الكثير من فرص التطور المهني التي ستكون عوناً للمواطنين لرفع مستواهم الاقتصادي والسياحي والتنموي والوظيفي.