حذر المؤتمر الثاني لأكاديمية القدم السكري (FDA) والذي بدأت أعماله صباح أمس بفندق كراون بلازا بجدة من ندرة المؤهلين في تخصص القدم السكري بالمملكة العربية السعودية.حيث بدأت جلسات المؤتمر بعنوان “مبادئ معالجة القدم السكرية” قدمه خلالها الأستاذ الدكتور جيريت مولدر أستاذ الجراحة وجراحة العظام وعلاج الجروح ومدير مركز البحوث بجامعة سان دييغو الطبية بكاليفورنيا محاضرة استعرض في بدايتها أهمية السجل الصحي لمريض السكري بهدف المساهمة في تلبية احتياجاته مستقبلاً، مشيراً إلى أن سجل مريض القدم السكري يجب أن يتضمن الفحوصات والتاريخ المرضي وتحاليل البيانات المختبرية وغيرها.واستعرض أ. د. مولدر في حديثه مميزات السجلات الإلكترونية والتي يمكن الوصول إليها من أي مكان وسهولة الحصول إليها ودمج الملاحظات والنتائج والبيانات عبر المستشفيات والمراكز الصحية الأخرى، مشيداً بالتجربة السعودية في هذا المجال.ثم استعرض الدكتور جيريت مولدر في الجلسة الثانية التقييم الأولي لمريض السكري وفق معطيات وزارة الصحة، أبرز خلالها بأن التقييم الأولي للمريض يرتبط بالتاريخ الطبي للمريض وطول المرض، والعلاجات التي حصل عليها المريض سابقاً، كما استعرض أهمية مراقبة الجلوكوز وتاريخ أدوية السكري والتغييرات في نظام المعالجة ونظام الفحص الذاتي للمريض ونسب فقدان الوزن واكتساب الأنماط الصحية لدى المريض وكذلك أنواع الأحذية المناسبة للمرضى.أما الجلسة الثالثة فتمحورت حول العيادات المتخصصة لعلاج القدم السكري قدمها الدكتور خالد بن عبدالله طيب استشاري أمراض السكري والغدد الصماء ومدير مركز السكري بمستشفى النور التخصصي بمكة المكرمة رئيس مجلس إدارة جمعية شفاء، حيث تناول خلالها أهمية عيادات القدم السكري وكيفية إنشاء وتنظيم هذه العيادات والمبادئ العامة لهذه العيادات والدور المنوط بها.واستعرض د. خالد طيب أهمية الرعاية الصحية الأولية الوقائية التي يمكن أن تقلل من تفاقم حالات المرضى المصابين بالسكري وكيف مواجهة المضاعفات في وقت مبكر، كما تناول الرعاية الوقائية التي تقلل من فقدان المرضى لأطرافهم.وأشار الدكتور خالد طيب خلال محاضرته إلى الرعاية التي يحتاجها مرضى السكري والعناية بالقدم لاسيما لدى الأشخاص المعرضين للخطر، حيث كشف عن دراسة تشير إلى أن العناية بالقدم تخفض نسب عمليات البتر بنسب تتفاوت مابين 45-85?.واستعرض خلال الجلسة الحاجة إلى توفير التمويل والدعم لإنشاء عيادات جديدة، إضافة للاحتياج الماس لتأهيل وتدريب العديد من المتخصصين في مجال القدم السكري لاسيما في المملكة العربية السعودية التي تعاني من ندرة هذا التخصص مقارنة بنسب المصابين بمرض السكري وارتفاع هذه النسب سنوياً وفق الدراسات العلمية.واستعرض الدكتور طيب كيفية إعداد المرافق والهياكل التنظيمية لعيادات القدم السكري وتوظيف وتدريب أعضاء الفريق، كما تناول أهمية فحص الأقدام واكتشاف مشاكل القدم والرعاية الوقائية عبر ارتداء الأحذية المناسبة ومنع الصدمات ومنع العدوى.وأشار الدكتور طيب إلى أهمية وضع إستراتيجية محددة لعيادات القدم السكري وأهمية متابعة الأشخاص المصابين بداء السكري وتوعيتهم وربطهم بالمتخصصين في الرعاية الصحية، حيث أكد بأن الهدف النهائي هو الحد من تأثير مرض السكري على الأفراد والمجتمع من خلال تحسين نوعية الحياة والحد من انتشار وحدوث التقرحات والبتر.وخلال الجلسة الرابعة والأخيرة لليوم الأول قدم الأستاذ الدكتور جيريت مولدر أستاذ الجراحة وجراحة العظام وعلاج الجروح ومدير مركز البحوث بجامعة سان دييغو الطبية بكاليفورنيا محاضرة حول الحالات السريرية الصعبة لمرضى القدم السكري استعرض فيها تشخيص وعلاج جروح القدم السكري ومبادئ علاج جروح السكري، واستعرض العديد من إرشادات لعلاج جروح وقرحة القدم السكري بدأً بتحديد وعلاج العدوى ومروراً بدعم التئام الجروح واستخدام العلاج الموضعي المناسب وتحديد ومعالجة أمراض الكامنة والاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة.واستعرضت أ. د. جبريت مولدر التهابات القدم السكري وآليات تشخيص الجروح سريرياً وأهمية توفير الرعاية المثلى للجروح، كما أشار إلى أن الأحذية هي السبب الرئيسي في تقرحات القدم حيث تتسبب في 85% من عمليات البتر، وتناول خلال الجلسة مبادئ العناية بالجروح والقدم وأهمية الفيتامينات والمكملات الغذائية للمرضى.واختتمت جلسات اليوم الأول بحلقة نقاشية حول جراحات القدم السكري والعناية بها والدراسات العلمية التي يجب إجرائها في هذا المجال.من جانب آخر تتواصل صباح اليوم (الأحد) جلسات المؤتمر حيث يستعرض المؤتمر تنظير جروح القدم السكري وإدارة الحالات المعقدة، ومعالجة الالتهابات والجراثيم واستعمال المضادات الجرثومية وتنظير الجروح المعقدة، والجراحة المائية ودورها في علاج جروح القدم السكرية إضافة لاستعراض حالات سريرية حية لمرضى القدم السكري.ويقام المؤتمر بدعم ورعاية وزارة الصحة لمدة خمسة أيام بمشاركة عدداً من الخبراء وكبار الأطباء العالميين إضافة ل50 جراحاً من منسوبي وزارة الصحة، ويحظى باعتماد قسم الجراحة وأمراض العظام في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا سان دييغو بالولايات المتحدة الأميركية وبرامج التعليم الطبي المستمر (CME).ويرأس المؤتمر الدكتور خالد بن عبدالله طيب استشاري أمراض السكري والغدد الصماء ومدير مركز السكري والغدد الصماء بمستشفى النور التخصصي بمكة المكرمة رئيس مجلس إدارة جمعية شفاء، ويشارك أبرز الخبراء حول العالم وهو الأستاذ الدكتور جيريت مولدر من جامعة كاليفورنيا سان دييجو.ويناقش المؤتمر خلال الجلسات والمحاضرات وورش العمل مضاعفات الأطراف السفلية وقرحة القدم لدى مرضى السكري والتي تُعد أخطر مضاعفات مرض السكري، ويستعرض أحدث التقنيات في التعامل مع مرض السكري، مع التركيز بشكل خاص على الحالات العملية والإجراءات الجراحية المباشرةوتظهر أهمية المؤتمر وفقاً للإحصاءات التي تشير إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تُعد من أكثر المناطق تأثراً بتبعات مرض السكري، حيث ينتشر السكري في دول مجلس التعاون الخليجي بنسبة تتراوح بين 25 و35 بالمائة بين البالغين، في الوقت الذي ترتفع فيه نسبة حدوث الآفات في الأطراف السفلية وقرحة القدم لدى مصابي السكري في المنطقة وتصيب 50 بالمائة من مرضى السكري.وتعتبر قرحة القدم السكري واحدة من أكثر مضاعفات المرض شيوعاً وأشدها خطراً حيث أن إهمالها يؤدي إلى بتر القدم إلى جانب التأثيرات السلبية التي تؤثر على حياة المرضى وعائلاتهم، في الوقت الذي يعتبر فيه أن عدم العناية المناسبة للقدم وكشفها باستمرار عبر ارتداء الأحذية المفتوحة على سبيل المثال قد يساهم في تطور قرحة القدم لدى مرضى السكري، مما يؤدي إلى مشاكل خطيرة قد تؤدي إلى ضرورة البتر.وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن عدد مرضى السكري في المملكة العربية السعودية يتوقع أن ينمو بواقع 283 بالمائة بين عامي 2000 و 2030، وذلك بسبب التغيرات في نمط الحياة ونوع الغذاء الذي يؤدي إلى ارتفاع مستويات السمنة، حيث تسجل المملكة ثاني أعلى معدلات الإصابة بمرض السكري في منطقة الخليج بعد الإمارات العربية المتحدة.جدير بالذكر أن أكاديمية القدم السكري هي مبادرة تعليمية طرحتها تهدف للتركيز على النواحي العامة والمتخصصة التي تتعلق بالإدارة المتطورة لآفات الأطراف السفلية لدى مرضى السكري.ويُشار إلى أن هذا المؤتمر يأتي بعد النجاح الكبير الذي حققه المؤتمر الأول لأكاديمية مرض السكري (FDA) في جدة والذي عقد في مارس الماضي 2011م، حيث سيتم منح المشاركين شهادة إنجاز من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو إضافة لاعتماد ساعات البرنامج عبر برامج التعليم الطبي المستمر (CME).