لقيت مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله للحوار بين الأديان السماوية صدى واسعاً وقبولاً لدى العلماء في المملكة وخارجها حيث اخذ المثقفون والكتاب على عاتقهم الدعوة للحوار بين الأديان وتوضيح مفاهيمه على أساس انه حوار ينطلق من المبادىء الاصيلة للدين الاسلامي وقد رحب بالدعوة الى الحوار وكيل وزارة الشئون الاسلامية المساعد الدكتور عبدالله بن محمد اللحيدان الذي شدد على أهمية دعوة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أهل الأديان السماوية باعتبار أن هذا الأمر قديم قدم الدعوة الاسلامية حيث عقد النبي صلى الله عليه وسلم منذ هجرته الى المدينةالمنورة التي كانت تعج باليهود والنصارى اتفاقيات معهم، ولو لم يخن اليهود تلك الاتفاقات لاستمر الحوار معهم. طرح بناء وأوضح د. اللحيدان أهمية دعوة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أهل الأديان باعتباره حواراً مطلوباً خاصة في الوقت الراهن لأنه يقابل طرح مفكري الغرب الخاص بصدام الحضارات مؤكداً ان فكرة صراع الحضارات وجدت نقداً شديداً عندما طرحها صمويل منتنجتون في الغرب، حيث لاقت رواجاً كبيراً بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، خاصة بين المتطرفين واليمين المحافظ في أوروبا وامريكا، وأن حوار الأديان سيكون رادعاً لكل من يسيء للاسلام ولرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم لاحقاً. قواسم مشتركة ومن جانبه أعرب د. عادل بن علي الشدي الامين العام للبرنامج العالمي عن تأييده لمبادرة خادم الحرمين الشريفين لافتاً الى أن الثوابت التي قامت عليها تدعو لمبدأ نشر سمات الإسلام كما يتضمن الاتفاق على القواسم المشتركة مع الآخرين من أهل الكتاب وهو مبدأ أصيل كما ان الدعوة للحوار بين الأديان ستؤدي الى احترام المقدسات والرموز الدينية. إزالة الغشاوة ويقول الدكتور سعيد بن مسفر المالكي استاذ بجامعة الملك عبدالعزيز لقد جاءت مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين الأديان ترجمة حقيقية لرؤيته الشمولية لمشروع نهضة الأمة الاسلامية في ظل ما تفرزه العولمة من تنام لدعوات صدام الحضارات من قبل مفكري الغرب الذين ينادون بصحوة صليبية غربية ضد الإسلام، ومؤتمر مكة سيزيل الغبش من العيون ويصحح المفاهيم الخاطئة لدى الغربيين عن الإسلام وسيدحض كل الاتهامات والافتراءات التي تبنتها الكنيسة الغربية ومحاولاتها تشويه صورة المسلم، لذا يعتبر هذا المؤتمر ضرورة للتأكيد على أن حوار الاديان مبدأ اسلامي ونهج قرآني يهدف لتبيان الحق واقامة الحُجة من أجل تعايش سلمي بين الشعوب، كما يُعد نقطة انطلاق وهدفاً أسمى للحوار، ولا ننسى اننا في عصر انفتاح وقد أصبح الكون قرية واحدة. دعوة للتفاهم وأثناء زيارته مؤخراً الى جدة نوه الدكتور رضوان السيد مستشار رئيس الوزراء بالجمهورية اللبنانية ورئيس معهد الدراسات الاسلامية في لبنان باهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بالحوار ودعوته أمم العالم وشعوبه الى التفاهم والتعاون والانطلاق الى الحوار بما يعالج مشكلات الانسان ويواجه التحديات التي استجدت في العالم، كما اشاد بدعوة رابطة العالم الاسلامي الى عقد المؤتمر العالمي للحوار بمكةالمكرمة متمنياً أن يحقق الأهداف والغايات المرجوة منه والتي تصب في بوتقة التعايش السلمي بين الأديان والشعوب.