سنحت لي الظروف لحضور ثلاثة ورش عمل لشرح الإستراتيجية التي ترسم ملامح مستقبل نادي الوحدة والتي أعدها الصديق الدكتور إبراهيم شقدار وآخرون، الأولى في أحدية الزميل الدكتور عبدالعزيز السرحان والثانية في منزل الشيخ عبدالمعطي كعكي والثالثة في ثلوثية الحكيم الدكتور عبدالحكيم موسى مبارك، حتى كدت أن أحفظ هذه الإستراتيجية عن ظهر قلب، وكل الشكر للإخوة المشاركون في وضع هذه الدراسة وإن كانت تحتاج إلى غربلة وإعادة صياغة لتحديد ماذا يريد الوحداويون من ناديهم بدلاً من التركيز على الاستثمار والاحتراف وجمع الأموال وكلها تصب في مصلحة كرة القدم مع الأسف الشديد، وإن كان مدخل الدراسة يركز على موقع النادي بحكم انتمائه إلى مركز الكون مكةالمكرمة وما يتطلب ذلك من التأدب مع أريج هذه البلد الطيبة وليس إنسانها فقط، والذي يكفيه أن تحمل من التهم حتى في آدميته وأخلاقياته ولأن الطاسة ضائعة كما يقال في نادي الوحدة. تأتينا الدراسة تلو الدراسة وكلها تتحدث عن الإنقاذ ولم الشمل وصعود منصات التتويج مجدداً علماً بأن النادي وكرة القدم تحديداً لم تصعد لمنصات التتويج هذه الكلمة البراقة إلا مرة أو مرتين في عمره المديد والذي تجاوز سبعين عاماً، فهناك دراسة السجيني ودراسة عبدالله صالح ودراسة عبدالحكيم موسى ودراسة الشقدار وجماعته، إلا أن هذه الدراسات وبحكم الخبرة في هكذا دراسات (معلبة) تصبح حبيسة الأدراج وصدقوني لا هذه الدراسة ولا غيرها يمكن أن تفيد مستقبل نادي الوحدة، وكل أمة تسخط على غيرها. والكارثة أن أبسط مفاهيم التطوير أن يبدأ من حيث انتهى الآخرون، إلا في الوحدة فالبدايات جديدة والنوايا متقلبة والانتصار للباطل جاهز ومفصل حسب المقاس. وعندما ينادي الشقدار بعدم العودة إلى الماضي، فمن لا ماضي له لا حاضر له ولا مستقبل خصوصاً إذا كنا لا نتعلم من أخطائنا، فندور في حلقة مفرغة والمحزن حقاً أن فريق كرة القدم كان قاب قوسين أو أدنى لتحقيق بطولة تروي عطش السنين بعد تهيئة الفريق خلال رئاسة الأستاذ حاتم عبدالسلام وإدارة الكرة تحت أمانة عبدالمعطي كعكي اللذين اتخذوا خطوات جريئة وغير مسبوقة لتصحيح المسار وعندها بدأت الحروب المعلنة والخفية. في قصة الانتخابات التي نعرفها جميعاً. ويا ليت إدارة العزيز جمال تونسي سارت على نفس النهج إلا أنها حاولت إبعاد وهج النجاح عن إدارة عبدالسلام بقرارات دمرت النادي من إبعاد للمدرب القروني ودعم الفريق بخبرات عجيبة غريبة من اللاعبين وأقولها بالفم المليان لا تصدقوا بأن التونسي أو غيره يصرف من ماله الخاص وهذه الملايين التي جلبت للنادي من بين العقود حتى أصبحت سمة البيع هي الأبرز وأخشى ما أخشاه أن تبيع إدارة نادي الوحدة استراتجياتها الجديدة لأندية القرى والهجر بحكم التخصص حتى في بيع أعضاء الشرف. والقصص التي احتفظ محزنة ومخيبة للآمال وتحتاج إلى مجلدات لسردها خصوصاً إذا كان النهج يعتمد على نظرية (أنا مدعوم) ويبدأ الضغط على هذا وذاك للتطفيش وإن لم يكن للتطفيش فللتطنيش وينفذ عملك محسوراً عليه ولا كلمة شكر تقال رغم أن الداعم لا يرضى بهذه التصرفات التي عرف عنها لأقال وأراح واستراح. وثاني الأثافي في الوحدة سيطرة الأنا وحتى التسلط الذي كان يمارس ذات يوم. وثالثة الأثافي أن الدراسة الجديدة للعزيز شقدار لم تتناول من أي جانب أبناء النادي بحكم أنه رياضي ثقافي اجتماعي وحتى ملاذ لأبنائنا من مواطن الخيبة والشبهات وهذا الدور الحقيقي المفترض للأندية، وأتساءل أخيراً أين لوائح الرئاسة العامة لرعاية الشباب سواء القديم منها والجديد وإلا بالبروز بالكلام فقط والكلام لا حجر عليه، وللحديث بقية إن شاء الله وسامحونا إذا عرض النادي للبيع لعدم التفرغ.