من أولى سلبيات انشغال الساحة العربية بتطوراتها الداخلية استغلال إسرائيل لهذا الظرف الاستثنائي وتصعيد عملياتها العسكرية ضد الفلسطينيين في غزة في اطار مخطط يقوده نتنياهو لفرض معادلة جديدة قائمة على استسلام الجانب الفلسطيني في غزة وهي معادلة تقول الفصائل الفلسطينية انها تتفهم دوافعها وترفض فكرة فرضها على أرض الواقع في القطاع. الشاهد في الأمر أن الانقسام الحاد على الساحة العربية وداخل الكثير من الدول العربية يفرز واقعاً سلبياً تكون إسرائيل هي الوحيدة المستفيدة منه ، وبالفعل هي تتعجل الآن الاستفادة من هذا الواقع باظهار قوتها من خلال استخدام آلتها العسكرية وتهديدها ووعيدها الذي لم يتوقف. ولن تكون ضحية انشغال الساحة العربية غزة وحدها بل القضية الفلسطينية والحقوق الفلسطينية كلها ستكون عرضة لمزيد من العدوان الإسرائيلي. ولما كانت المملكة تبدي دائماً حرصها على قضية العرب الأولى القضية الفلسطينية ولعلمها التام بأن التطورات الجارية ليست في مصلحة الأمة كانت أول من دعا إلى تهدئة الساحة العربية من أجل أن تعود للصف العربي وحدته ومن أجل أن تكون الأمة العربية قادرة على مواجهة تحدياتها التي يأتي في مقدمتها السلام العادل والشامل في المنطقة والذي يضمن عودة الحقوق العربية كاملة ومن ضمنها حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني وعاصمتها القدس الشريف. نأمل أن تتنبه الأمة العربية إلى التحديات التي تجابهها وتعيد وحدة صفها حتى لا يجد الاعداء منفذاً لتنفيذ مخططاتهم في الوطن العربي الكبير.