يتسللون في غفلة من الأهل، إلى أكثر الأماكن حيوية في المنزل يحاولون تقليد الأم في إعداد الطعام أو غسل الأواني، يستلذون طعم المغامرة دون أي دراية بالمخاطر التي تهدد حياتهم، وبكل عفوية تستهويهم ألسنة اللهب، فيحاولون العبث بها بكل براءة. أيٌّ منا لم يرَ طفله يعبث ب"الولاعة"؟ ولم يبعده عنها ويحذره منها؟، وعلى الرغم من ذلك تجد الكثير من الصغار يصرّون على تقليد الكبار واكتشاف سحر اللهب، وهذا ما تؤكده المديرية العامة للدفاع المدني، إذ كشفت عن أنَّ عبث الأطفال في المملكة تسبب خلال العام الهجري الماضي في اندلاع 12198 حريقاً بمعدل 34 حريقاً يومياً. ووفقًا لأحدث بيانات الهيئة العامة للإحصاء، فإنَّ أولئك الأطفال أشعلوا النيران في 1967 مسكناً و7704 في النفايات والمخلفات و48 في منشآت تعليمية و5 في منشآت صحية، فضلًا عن التسبب بحوادث في 28 دائرة حكومية و1794 في منشأة زراعية وحيوانية إضافة إلى إحراق 356 وسيلة نقل. وأوضحت الهيئة العامة، أن مناطق ومحافظات المملكة شهدت خلال العام 1436 ه 51.781 حريقاً من بينها 19681 حريقاً نشبت جراء ماسات كهربائية، فيما تسبب عبث الأطفال ب 12198 حريقاً و3878 حريقاً نتجت بسبب مصدر حراري متوهج وبطيء، و3019 حريقاً كانت نتيجة احتراق مواقد، بينما كانت محصلة حرائق وسائل النقل 4464 حريقاً، و999 حريقاً نتجت جراء تسرب مواد بترولية، و105 حرائق كان اشتعالاً. وأشارت إلى حدوث 71 حريقاً ناتجة عن ظواهر طبيعية قدرية، و54 حريقاً ناتجاً عن انفجارات غازية وغبارية، وتسببت تفاعلات مواد كيميائية ب 63 حريقاً، فيما رصد 1750 حريقاً لأسباب جنائية، إضافة إلى 3548 حريقاً نشبت جراء التخلص من النفايات، و573 حريقا تحت الإجراء، و1378 حريقاً لأسباب أخرى. عواقب وخيمة وحذر الناطق باسم الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة المقدم سعيد سرحان، من إهمال الأطفال داخل المنزل، مؤكداً أن ذلك أدى في حالات كثيرة إلى وفاة اسر بكاملها، فضلاً عن حدوث إصابات دائمة وتشوهات وخسائر مادية فادحة. وبيَّن سرحان، خطورة عبث الأطفال بالولاعات والتيار الكهربائي والألعاب النارية لا سيما في أوقات الأعياد، مشددًا على أهمية التوعية في الحد من الحرائق. وفي عام 1435ه، تسبب عبث الأطفال في نشوب نحو نصف مليون حريق تقريبًا في المملكة، وبلغ إجمالي الخسائر المالية الناجمة عن حوادث الحريق خلال العام 1434ه أكثر من 211 مليون ريال مقابل ما يزيد على 131 مليون ريال خلال العام 1433 ليصل إجمالي الخسائر المالية للحرائق إلى أكثر من 342 مليون ريال في عامين فقط. أما عدد الوفيات في حوادث الحريق خلال العامين الماضيين فبلغ 285 وفاة بالإضافة إلى أكثر من 3870 مصابا بينهم عدد من رجال الدفاع المدني الذين تعرضوا للإصابة خلال مباشرتهم لقرابة 89500 حريق. الاحتياط واجب وشدَّد الناطق باسم الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية العقيد منصور الدوسري، على ضرورة متابعة الأطفال ومراقبتهم على مدار الساعة وعدم تركهم من دون رقابة وإبعاد كل ما يشكل خطورة على حياتهم كالولاعات وأعواد الثقاب والأدوية والأدوات الحادة والمنظفات الكيماوية. وأوصى الدوسري، المواطنين بضرورة اتباع تعليمات الدفاع المدني بتركيب كواشف دخان ومانع تسرب الغاز واقتناء طفاية حريق والتدرب على كيفية استخدامها وعمل خطة إخلاء للمنزل عند وجود طارئ وتدريب أفراد الأسرة عليها وعدم الاعتماد على العمالة العشوائية في عمل الصيانة والتمديدات الكهربائية واقتناء الأجهزة والتوصيلات الكهربائية المطابقة للمواصفات وتجنب الرديئة.