كنت أتابع الاخبار ومنها ما يرد من تقارير عن معاناة المدنيين في مضايا السورية المحاصرة من قطعان حزب الله ، ومعاناة إخوتنا اليمنيين في مدينة تعزّ المحاصرة من قبل ميليشيات الحوثيين ، ولقد لفت انتباهي التشابه بين ما يحصل في شامنا ويمننا ، فالضحايا هم المدنيون الأبرياء ، والأسلوب هو الحصار للتجويع ، والعدو هو ميليشيات متمردة على السلطات الشرعية في لبنان واليمن ، والدوافع طائفية ، حيث ان حزب الله وأنصار الله ينتميان لذات المذهب ، ويرددان نفس الشعارات ( الموت لأمريكا – الموت لإسرائيل – لكن الضحايا من العرب ، ووقت حصار أهل تعزّ هو ذات الوقت الذي يُحاصر فيه أهل مضايا ، مما يشير الى أن المحرّك للحزبين المارقَين هو نظام طهران ، الذي يستخدم أسوأ الأساليب المنافية للأخلاق والقيم ضد المدنيين والعزّل لكسب المواقف ، والتأثير على الخصم ، من خلال قناعتهم بأن الغاية تبرر الوسيلة ، ثم تزداد حيرتك حين تسمع قتلة الأطفال والنساء في كل من تعزّ ، ومضايا ، يبكون حزناً وألماً على أحد المجرمين الذي تلطخت يداه وأيدي أتباعه بدماء الأبرياء داخل المملكة ، فلقي جزاءه العادل . لقد أحسن الاستاذ إبراهيم آلِ مرعي المحلل السياسي والامني حين أوضح في احدى مداخلاته التلفزيونية كيف أن الجمهورية الإرهابية الإيرانية قد نجحت في غرس عميلها ( حسن نصرالله ) بلبنان في غفلة من حكوماتها فاستقل بجنوبه ، وأصبح تابع لحكومة طهران ، وتحت وصاية مرشد ثورتها، وليس ما أقوله هنا اتهاما لا دليل عليه ، بل هذا ما قاله سامريُّ الضاحية الجنوبية على الملأ في أكثر من مناسبة ، ومن شاهد شوارع الضاحية الغربية ومدارسها وحوائط مبانيها يرى كيف انها ملطخة بصور الخميني وخامنئي ، وأعلام الجمهورية الإرهابية الإيرانية . وكان الامر عينه مخططاً له في كل من اليمن ، بجعل عبدالملك الحوثي نصرالله آخر باليمن وحزب أنصار الله ، توأم حزب الله ، في الاسم والشعار والأهداف والنوايا ، فجاءت عاصفة الحزم لتمنع حدوث ذلك ، وكانت المملكة سابقاً قد نجحت بالتعاون مع مملكة البحرين الشقيقة في إفشال مخططٍ يجعل الإرهابي علي سلمان ( حسن نصرالله بالبحرين ) ، ولقد شاهدنا كيف كانت إيران تزرع عميلا آخر بنيجيريا بمواصفات حسن نصرالله وهو الشيعي( الزكزكي ) فاستعجل الامر قبل أوانه ، وعوقب بحرمانه . ورغم هذه الإخفاقات التي مُنيت بها إيران ، إلا انها لا تزال تبحث عن نجاح لو كان محدوداً في منظومة دول مجلس التعاون فغرست (عبدالحميد دشتي ) في كويتنا العزيز ، وموّلته ، وساعدته ، ولا زالت تعلّق الآمال عليه ، إلا أن الشرفاء ، وأهل الكويت كلهم كذلك ، عرفوا الحيّة فضيقّوا عليها جحرها، ونبهوا الغافلين عنها ، ليبقى كويتنا الحبيب في مأمن من دسائس إيران ، ويظل الإخفاق رفيق كل من باع نفسه لها، ويظل حسن نصرالله نسخة رديئة لن تتكرر ببلادنا العربية ، بل سيعمل العرب الشرفاء على طمس هذه النسخة وعدم السماح باستنساخها، فماذا جنى لبنان من هذا الحزب وأمينه العام إلا الخراب والدمار وإضعاف السلطة الشرعية وإدخال لبنان في مشكل عديدة بعد أن كان مستقر المثقفين وملجأ رؤوس أموال الأثرياء والمستثمرين ، فهرب منه أمنه ، وانهار اقتصاده ، وتفرقت طوائفه .