وهب الله قرى وادي العرج الواقعة في سهول تهامة غرب محافظة أضم بمنطقة مكةالمكرمة في فصل الشتاء، طبيعة ساحرة تجلت عظمة الخالق- سبحانه وتعالى- في خلقها؛ حيث تكتسي أجزاء من جبالها الشاهقة باللون الأخضر الخلاب، وتبتسم أوديتها بالمياه الصافية العذبة والمروج الخضراء بين أطرافها. تضاريسها قرى وادي العرج هي عبارة عن منطقة جبلية على العموم، يتخللها وادٍ كبير جارٍ، ويقع على جنباته العديد من القرى، وكذلك الكثير من الشعاب، وتتميز بارتفاع جبالها والتي تتراوح ما بين 1000م إلى 2000م تقريبًا عن سطح البحر. مناخها الجاذب تمتاز قرى وادي العرج بمناخها المعتدل في فصل الشتاء، الذي يكثر فيه غالبًا هطول الأمطار المتوسطة، وتجري فيه مياه الوادي بشكل سريع وصافٍ، وكذلك تتشكل به المروج الخضراء الخلابة وأشكال شتى من المزارع الجميلة، التي يتغذى عليها الأغنام والأبقار، ويكثر على جنبات المزارع العديد من الأزهار التي يأخذ منها النحل الرحيق؛ مما يجذب أهالي المحافظة للذهاب إليها باستمرار للتنزه والتقاط الصور لها، إضافة إلى الزوار والمتنزهين من السراة من مركز ثقيف ومحافظة ميسان وباقي مناطق الحجاز الباردة والذين يقصدونها في الأيام الحالية؛ هربًا من فصل الشتاء القارس؛ للاستمتاع بالدفء والمناظر التي تأسر العين. المحاصيل الزراعية ويشتهر العرج بالزراعة والإنتاج الزراعي للسمسم، والذرة، والدخن، والتمور، والطماطم، والبطيخ، وعدد من الخضروات، كما يشتهر بالعسل والسمن، وبها عدد من البساتين والأراضي الزراعية الكبيرة التي تتناغم ما بين جمال الطبيعة الخلابة الساحرة من جانب، وجمال ما تشكله أيدي الفلاحين في تلك المزارع من جانب آخر. قبائل وجبال يقطن في وادي العرج: قبائل عُمر، والحنطة، والهطلان والفقهاء، في قرى وادي العرج الستة الرئيسية: المحضر، والقوبع، والصلايا، والحصاحص، وقفيلان، وجذل، حيث يحيط بها جبال شاهقة منها: العلنصا، والنعامة، والعصداء، وأيا. آثار ونقوش ينتشر في وادي العرج الكثير من الحصون والقلاع والمنازل المبنية بالحجر المرتبطة بالبناء التراثي الجميل والنقوش القديمة الأثرية الرائعة والبديعة بأشكالها، والتي غالبًا ما توجد في قمم الجبال وعلى التلال بعيدًا عن مواطن الأودية والسهول، وذلك لما أملته على الأهالي آنذاك ظروف الطبيعة والمكان والحالة الاجتماعية. الحياة البرية تتمتع جبال وشعاب وادي العرج بالحيوانات البرية المنتشرة في المنطقة: كالنمر العربي (نادر الوجود) والذئاب، والثعالب، والضباع، والنيص، والوبر وحيوان الوشق (المعروف محليًّا بالمشعة وهو حيوان بري متوحش من فصيلة القطط)، ومن أنواع الطيور البرية: الحجل، والحمام، والقهيد، والهدهد، والحدأة، والغراب، (والنسور، والصقور، المهددة بالانقراض)، وأنواع أخرى عديدة من الطيور متعددة الأنواع والألوان. الغطاء النباتي وتميزت جبال وادي العرج بتنوع فريد من الأشجار والنباتات التي يُعتبر وجودها من أبرز عوامل الجذب السياحي للمنطقة، ومن أهم الأشجار البرية التي يكثر انتشارها: الطلح، والسدر، والسلم، والسمر، والأثل، والبشام، ومن النباتات: الريحان، والريمضان، والحنظل، وعدد كبير من النباتات المتنوعة. مطالب وتطلعات ويطالب أهالي قرى وادي العرج شركة الاتصالات السعودية بترقية البرج الواقع في قرية المحضر من خدمة “2G” السيئ إلى خدمة “3G”؛ لكي يخدم أبناء المنطقة أسوة ببقية القرى والمراكز القريبة من القرية. كما طالبوا بلدية أضم بسفلتة وإنارة القرى المحتاجة، والتي سبق وأن تقدم الأهالي بالعديد من المطالبات من أجل إنهاء ما يواجهونه من معاناة، ولكنها إلى الآن لم تَرَ النور. وأكد أهالي قرية الصلايا بالعرج إلى حاجة المركز الصحي بالقرية إلى عيادة أسنان؛ نظرًا للإقبال المتزايد للبحث عن تلك العيادة، مطالبين إدارة المراكز الصحية بأضم بتوفيرها. وتطلع أهالي العرج إلى الهيئة العليا للسياحة لتطوير المنطقة سياحيًّا وتوفير جميع مقومات السياحة وجذب المستثمرين إلى تلك القرى، فيما تطلعوا أيضًا من بلدية محافظة أضم إلى إنشاء حدائق ومنتزهات حديثة؛ وذلك لما يشهده العرج من إقبال كثيف من المتنزهين. وأشار أهالي قرية المحضر بالعرج إلى حاجة مدرستي البنين والبنات بالمنطقة إلى المرحلة المتوسطة، وكذلك حاجة قرية قفيلان إلى المرحلة الثانوية لمدرسة البنين الموجودة في تلك القرية. من جانب آخر شكا أهالي قرى وادي العرج من اندثار العديد من المعالم الأثرية من بيوت وحصون تاريخية قديمة؛ بسبب عوامل التعرية، ولعدم وجود من يعتني بها، سواء بالترميم أو الصيانة الدورية. وأضافوا أنهم مستاؤون جدًّا لما تتعرض له المنطقة من احتطاب وصيد جائر من مجهولي الهوية الذين ليس لديهم أي رحمة أو ضمير على حد تعبير الأهالي، وما يشكلونه من تهديد للحياة الفطرية والبيئية، مطالبين الجهات المعنية بالتدخل السريع ومعاقبة المتسببين.