قرأتُ في صحفنا المحلية خبرًا ساءني جدًّا، وليتني لم أقرأْهُ! فحينما قرأتهُ للوهلةِ الأولى شككتُ، في نظري، وفي سلامته، ولكن عندما كررتُ القراءة مرارًا، يا للأسف الخبرُ هو نفس الخبر، لم يتغير، بل صدمتي ودهشتي هي التي جعلتني أعتقد أنني ربما قرأتهُ بالمقلوب، أو أنني ربما في شبه غيبوبة! الخبر كان عن توقيعِ وزارة العمل ونظيرتها الأوغندية، على اتفاقية الموت!! اتفاقية تشغيل العمالة الأوغندية في السعودية، وأن الاستقدام سيبدأ في شهر سبتمبر المقبل! وسيشملُ العمالة المتعلمةَ وغير المتعلمة، وضعوا تحت غير المتعلِمة خطين أو عشرة! باللهِ عليكِ يا وزارة العمل ألم تجدي دولة تتعاقدي معها وتستقدمي منها العمالةَ إلا دولة أوغندا التي مزقتها الحروب وفتك بربع أبنائها مرض الإيدز والأمراض الوبائية، التي عانت منها حتى البعثات الطبية لأوغندا، وعلى رأسها فيروس إيبولا القاتل؟! أيعقلُ، أنكم في وزارة العمل لا تعلمون عن أوغندا وعن دول غرب ووسط وجنوب إفريقيا شيئًا؟! أيعقل أن حياتنا باتت رخيصةً لهذه الدرجة عندكم؟! وتُريدون بأي وسيلة إسكاتنا بالاستقدام، من دول المرض والموت!! أيعقل أن تسمح لكم ضمائركم أن تُصدروا لنا الموت القادم من إفريقيا مجانًا؟! أيعقل أن تستقدموا لنا أكلة لحوم البشر؟! وهذا الكلام لم أخترِعهُ من بنات أفكاري، وهناك تقارير موثقة بالفيديو، وبالصور من منظمات مختلفة ودول عن انتشار ظاهرة أكلة لحوم البشر في أوغندا!! بل إن سكان أوغندا أنفسهم صرّحوا بمخاوفهم من أكلة لحوم البشر، وقالوا: لا أحد يستطيع الخروج من بيته بعد الساعة الثامنة مساءً؛ حتى لا يكون لقمة سائغة للآكلين!! ما هذا التردي الذي وصلنا إليهِ؟! فبعد أن عانينا من العمالة البنغالية وإفسادها وجرائمها المتنوعة من قتل ومخدرات وتزوير وسرقة لمقدرات الوطن حتى الأسلاك والكيابل، وأغطية الصرف الصحي لم تسلم منهم! وبعد أن عانينا من العمالة الإثيوبية، وجرائمها المُفجعة وإفسادها في البلد والمظاهرات التي قامت بها واقتحام البيوت وإغلاق الطرق والاعتداء على المواطنين والسحر والشعوذة!! بعد كل هذا تأتي وزارة العمل وبكل بساطة لتضرب بأمن الوطن وسلامة مواطنيهِ عرض الحائط، ودون مشورة أو أخذ رأي المواطن، تستقدم عمالة من دولة مريضة!! وعدا الأمراض الفتاكة وأكلة لحوم البشر وفيروس إيبولا، دول غرب ووسط وجنوب إفريقيا التي لا تتحدث العربية طبعًا، دول يغلب على تكوين أبنائها النفسي العدوانية والدم الحامي. والكل يعرف أن العرق في جنوب ووسط وغرب إفريقيا يفور دمه سريعًا، ولغة التعبير عنده أبسطها القتل أو أكل اللحوم البشرية، كما في أوغندا وبعض قرى كيينا والكاميرونوجنوب نيجيريا!! كان من المفروض أن تصرف وزارة العمل النظر عن الاستقدام من تلك الدول التي ذكرتها كليًّا؛ لأن ضررها أكبر من نفعها، ولستُ في وضعٍ يخولني هاهنا لأتكلم عن سيكولوجية الوافد الإفريقي من دول (كيينا، أوغندا، الكاميرون، نجيريا، أوغندا، جنوب إفريقيا وغيرها)، وقد ذكرت جزءًا من تلك السيكولوجية في مقال قديم عنوانه (سيكولوجية الوافد الإثيوبي). إلى متى يا وزارة العمل هذا التخبط الأعمى إلى متى؟! عانينا فيما مضى من تلاعبٍ بالاستقدام وبأسعار العمالة لأكثر من 15 عامًا، ومن هروب العمالة الممنهج فور وصولها لأرض المملكة، ومن الأسعار الفلكية، وكل هذا كان بفعل فاعل ولم نسمع أنهم حوسِبوا أو غيره!! والآن تأتي وزارة العمل لتُكْمل الناقص!! أناشد كل من يهمه أمر المواطن وصحته أن يضع حدًّا لهذه الأمر. فالمواطن وأمنه وصحته ليست حقل تجاربٍ لكِ يا وزارة العمل. قد يأتي من يتشدق ويغالط الحقائق ويقول: إن هناك شهادات صحية، وينسى أن كل من هب ودب صار يدفع المال ليخرج سليمًا معافى بشهادة تثبت خلوه من الأمراض!! بالله عليكم ليس من أجلي؛ فأنا والله وأهلي لم نُدخل عمالة غريبة في بيتنا!! ولكن من أجل الوطن وأهله أتحدث!! ارحمونا وارفقوا بنا من المغامرات العشوائية غير المدروسة. دولٌ مثل تلك التي ذكرتها لكم تُعلمكم التجارب والمآسي أن تضعوها في القائمة السوداء. أناشد من يهمه الأمر أن يعيد النظر في استقدام الموت القادم من إفريقيا!! ويا قلب لا تحزنن!!