تعج وسائل التواصل الاجتماعي حالياً ويثور الناس حول خبر توقيع وزير العمل السعودي اتفاقية ثنائية مع وزير العمل الأوغندي لتنظيم عملية استقدام العمالة المنزلية مع بلاده والتي تعد الاتفاقية التاسعة بعد التوقيع مع مجموعة من الدول الآسيوية والافريقية، جاءت ضمن جهود وزارة العمل الحثيثة لفتح أسواق جديدة من الدول المصدرة للعمالة لتلبية الطلب المتزايد. جهد مشكور لوزير العمل ولكن هل لا نعرف عن أوغندا شيئاً، وإلى أي قارة تنتمي؟ هل لدينا أية معلومات عن دول شرق ووسط وجنوب أفريقيا؟ ولنأخذ جولة حول دولة أوغندا لنعلم ما بها من معلومات ثم نقرر ما إذا كانت خطوة جديرة بالثناء أم العكس. أوغندا دولة داخلية، كانت محمية بريطانية واستقلت عنها بالكامل بعد الحرب العالمية الثانية. تشكل الديانة الإسلامية 12%، والنسبة الأكبر (66%) مسيحيون، 4% ديانات أخرى منها اليهودية والهندوسية. حكم نظام "عيدي أمين" - بطل أوغندا لملاكمة الوزن الثقيل - البلاد حكماً دكتاتورياً مما أدى إلى فرار كثير من المتمردين الأوغنديين إلى الدول المجاورة، وساءت علاقات عيدي أمين - الرجل الذي أكل خصمه - مع دول شرق أفريقيا... الخ ولا يهمنا النهاية الآن ما يهمنا أن نعرف أن أوغندا الملقبة بلؤلؤة أفريقيا تعرف بالإرهاب وخاصة في جزئها الشمالي لوجود جماعات متشددة تعمل على تجنيد الأطفال قسراً لأسقاط الحكومة. تحتل أوغندا المركز التاسع عشر عالمياً بعدد المصابين في فيروس الإيدز، وينتشر بها مرض أيبولا القاتل، إضافة إلى ظاهرة أكل لحوم البشر - فالحاكم السابق كان مثالاً لذلك - التي ظهرت عبر التاريخ في عدة مواضع منها: أثناء المجاعات، ولدى بعض القبائل البدائية، وكنوع من المبالغة في إيذاء العدو عندما يأكل المنتصر من لحم المهزوم، وكمرض سلوكي جنسي، وكأحد الطقوس الدينية... وغيرها، ولكن من المعروف للعامة أن العرق الأفريقي في جنوب ووسط وغرب إفريقيا يفور دمه سريعاً، ولغة التعبير عنده في أبسط صورها القتل كما في أوغنداوجنوبنيجيريا وكيينا والكاميرون!! وتقف الأعين محدقة بوزارة العمل وعلامات الدهشة تنبعث منها لتجد إجابة عن استفهاماتها؛ ألم تجد الوزارة دولة تتعاقد معها وتستقدم منها العمالة المنزلية إلا دولة أوغندا التي مزقتها الحروب وفتكت بها الأمراض الوبائية القاتلة كالإيدز وإيبولا. قد لا نسمع عن هذه البلدان سوى أخبار الكوارث الطبيعية أو الاضطرابات السياسية أو المجاعات والأمراض وغيرها ولكن معلومة سياحية مفادها: تحتل أوغندا المركز السابع بين عشر من الدول التي تمثل وجهة سياحية مميزة تكسب الزائر الكثير من المعلومات التاريخية والثقافية فضلا عن الاستمتاع بمناظرها الطبيعية الخلابة ومعالمها المميزة والتي نرفضها حتى وإن سيُدفع لنا مال لزيارتها لأن حياتنا وأرواحنا غالية علينا، ولا أحد يشعر بنا ويحس بمعاناتنا إلا من كان منا وفينا؛ فمن يديه بالنار ليس كمن يديه بالماء!! والخلاصة ليس حياتنا وحياة أبنائنا رخيصة.!!