ربما لا يخطر ببال الكثير من متابعي الشأن الإيراني، أن نظام “الملالي” منذ أن أطاح “الخميني” بحكم شاه إيران محمد رضا بهلوي وحتى العهد الراهن للرئيس حسن روحاني، أعدم أكثر من 120 ألف مواطن إيراني؛ أغلبهم من معارضي نظام الحكم؛ بحسب جرافيك معلوماتي حديث نشرته صفحة “إنفوجرافيك السعودية” على موقع “تويتر”. وذكرت “إنفوجرافيك السعودية”، أنه سبق إعدام 3 آلاف معارض إيراني دفعة واحدة؛ إلا أن صحيفة “الإندبندنت” البريطانية أكدت، في تقرير ساخن سابق بعنوان “جمهورية الموت”، أن نظام “الملالي” أعدم أكثر من 4 آلاف شخص دفعة واحدة، في ثمانينيات القرن الماضي؛ بتهمة التآمر عليهم؛ بحسب ما أشار إليه الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك. وهذا ما لم يحدث في القرن العشرين والحادي والعشرين بأكمله تقريباً؛ باتخاذ قرار إعدام واحد لعدد كبير كهذا.
5 إعدامات يومياً.. والمراهقون لا ينجون! وأوردت الحساب أن حالات الإعدام في عهد “روحاني” حالياً، تبلغ 5 إعدامات يومياً، وأشارت إلى أن عهده أيضاً شَهِد إعدام 18 مراهقاً تحت سنة 18 عاماً. وعبْر “الإندبندنت” كتب روبرت فيسك عن إعدامات إيران، وقال: إن “حبل المشنقة أكثر عاراً من أجهزة الطرد المركزي؛ حيث يمكنك التفاوض على منشأة نووية؛ ولكن لا يمكنك إعادة الحياة لمن نُزعت روحه”. وتحدث “فيسك” عن “العديد من الحالات التي سيقت إلى حبل المشنقة في إيران، بعد انتزاع اعترافات منهم بالقوة؛ بعضها كان يتعلق بالإساءة إلى السلطة؛ في حين أن بعضها الآخر يتعلق بتجار مخدرات”؛ مشيراً إلى أن “هذه التجارة رائجة جداً في الجمهورية الإسلامية”. وقال “فيسك”: “المنظومة القضائية في إيران موجودة من أجل حماية النظام؛ ولذا لم نجد ما يحول دون إعدام الشاعر والناشط الإيراني العربي هشام شعباني، بعد انتخاب الرئيس الحالي حسن روحاني”. وأشار “فيسك” إلى حديث له مع مسؤول إيراني حول كثرة الإعدامات؛ مبيناً أن “المسؤول الإيراني تحدّث عن عمليات التجارة بالمخدرات، وما تتطلبه من قرارات صارمة”. ويقول “فيسك”: إنه “من السهل على نفس المنظومة القضائية، أن تتعامل مع الزيادة المخيفة في الجرائم المرتبطة بالمخدرات -التي يُفترض ألا تظهر في جمهورية إسلامية- من خلال إعدام العشرات من تجار المخدرات”.
“العفو”: إعداماتهم لا تتناسب مع فقرهم واعتبرت منظمة العفو الدولية أحكام الإعدام في إيران، أنها “لا تتناسب مع طبيعة المجتمع، الذي يرزح جزء كبير منه تحت خط الفقر”. ولفتت المنظمة إلى وجود أحكام بالإعدام “تطلق على جرائم غامضة الصياغة أو فضفاضة، وأن بعض الأفعال لا يصح تجريمها؛ فضلاً عن إصدار عقوبة الإعدام بحقها”. ووصفت المنظمة المحاكمات في إيران بأنها “معيبة للغاية، وغالباً ما يُحرم المعتقلون من الاتصال بمحامين”.