ارتفعت أسعار النفط اليوم بنسبة 4 % وسجلت أسعار خام برنت في العقود الآجلة لأقرب استحقاق، اليوم، 40.8 دولار للبرميل، كما صعدت أسعار خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي لأقرب استحقاق، بنحو 2 في المائة ليتداول عند 37.8 دولار للبرميل. واتجهت أسعار النفط للصعود مع الأنباء الإيجابية حول قرب تعافي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من فيروس كورونا الذي أصابه قبل يومين ونقل على إثره إلى المستشفى العسكري لتلقي العلاج. تحسن الطلب التدريجي يرفع أسعار النفط وبحسب خبراء فإن موجة الارتفاعات الأخيرة في أسعار النفط مدفوعة بتحسن الطلب مع بدء الفتح التدريجي للاقتصادات حول العالم وتخفيف قيود مواجهة كورونا إضافة إلى تقلص المعروض مع إعلان تخفيضات طوعية من السعودية بمقدار مليون برميل يوميًا. وكانت أسعار النفط صعدت في الفترة الأخيرة، بفضل بدء دول تحالف "أوبك +" بتنفيذ الاتفاق، الذي يقضي بخفض تاريخي بواقع 9.7 مليون برميل يوميًا، مباشرة بعد التراجعات الحادة لأسعار النفط، ولم تنتظر بدء التطبيق الذي كان مقررًا له الأول من مايو. ودعم الارتفاع عامل آخر في جانب الطلب، وهو عودة عديد من الدول إلى فتح اقتصاداتها بشكل تدريجي، بما يعني تفاؤلًا بتحريك الطلب على النفط علاوةً على عامل طمأنة السعودية الأسواق عندما تراجعت الأسعار، بأنها مستعدة لاتخاذ إجراءات إضافية لإعادة الاستقرار إليها. تطبيق اتفاق أوبك + وفي مطلع مايو الماضي بدأ تطبيق الاتفاق التاريخي بين دول تحالف "أوبك +" على خفض الإنتاج بواقع 9.7 مليون برميل يوميًا لشهرين، ثم تقليص خفض الإنتاج إلى ثمانية ملايين برميل يوميًا بدءًا من يوليو حتى نهاية 2020 ولاحقًا يتم تقليص الإنتاج بواقع مليوني برميل يوميًا إلى ستة ملايين برميل يوميًا، بدءًا من مطلع 2021 حتى نيسان (أبريل) 2022 وتأتي ارتفاعات النفط الأخيرة بعد تراجعات حادة الجلسات السابقة نتيجة تراكم المخزونات العالمية وانخفاض الطلب بشكل كبير بسبب تداعيات فيروس كورونا، الذي أدى إلى إغلاق دول العالم حدودها. وهبط خام غرب تكساس تسليم مايو الماضي، حينها، بنحو 55.90 دولار أو 306 في المائة، إلى سالب 37.63 دولار للبرميل عند التسوية وجاء التراجع، حيث كان هذا اليوم قبل الأخير لعقود تسليم أيار ولا يرغب المشترون في التسلم في هذا الشهر لعدم قدرة المخازن الأمريكية والآبار على استيعاب الإنتاج. توقعات أسعار النفط وتوقعت وكالة الطاقة الدولية أخيرًا، انكماش الطلب على النفط بواقع 23.1 مليون برميل يوميًا في الربع الثاني من العام الحالي على أساس سنوي، و9.3 مليون برميل يوميًا خلال 2020 كما توقعت انكماشًا قياسيًا للمعروض في أسواق النفط بنحو 12 مليون برميل يوميًا في أيار (مايو) بعد اتفاق خفض الإنتاج. وتوقع صندوق النقد الدولي انكماش الاقتصاد العالمي 3 في المائة العام الجاري. وفقد النفط نحو ثلثي قيمته خلال الربع الأول 2020 في أسوأ أداء فصلي تاريخيًا. انهيار أسعار البترول وتداول النفط خلال الربع الأول عند أدنى مستوياته منذ 2002 و2003 بالتزامن مع تفشي وباء سارس، وجاءت التراجعات في الربع الأول مع زيادة المخاوف من ركود عالمي بفعل فيروس كورونا، وبالتالي تضرر الطلب على النفط بشكل كبير. وتأثرت الأسعار خلال الربع الأول بزيادة إمدادات النفط عالميا، بعد فشل اتفاق "أوبك +" على خفض إضافي للإنتاج بواقع 1.5 مليون برميل يوميًا بسبب الرفض الروسي، ما دفع السعودية لإعلان رفع إمداداتها إلى 12.3 مليون برميل يوميًا وصادراتها إلى أكثر من عشرة ملايين برميل يوميًا، كما رفعت الإمارات إنتاجها أيضا حينها.