إدارة الدولة في وقت الأزمات فن لا يجيده إلا قادة حكماء صدقوا مع أنفسهم وشعوبهم. في الأزمة الحالية خاطب عدد من قادة مجتمعات أوروبا التي ترفع شعارات الديموقراطية والحقوق والحريات خاطبوا شعوبهم فأحبطوهم وبثوا الرعب في قلوبهم ووصل الأمر ببعضهم أن ينذر شعبه بالموت وغياب الدولة عنهم في هذه الأزمة الجائحة! وفي بلدنا الكريم خاطب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وأيده خاطب شعبه فبث الطمأنينة فيهم وشجع البذل والعطاء وقدر العاملين المخلصين في قطاعات الدولة، ووعد بالخير ووقوف الدولة مع مواطنيها والمقيمين فيها؛ فكان خطاباً مؤثراً في النفوس باعثاً للأمل حاثاً الجميع على التعاون ومواصلة الجهود وتطبيق ما يفرضه الوضع من إجراءات والتزامات. من يحلل خطاب الملك سلمان يلمح صوت الوالد في نبرته ومنطقه، الوالد الذي يخاطب أبنائه وبناته بحنو ومسؤولية، وهذا ليس بجديد على حكامنا وولاة أمرنا أعزهم الله وبارك جهودهم؛ فهم ينطلقون من مبدأ ولاة الأمر الرعاة لأبنائهم وبناتهم بصدق وبذل. النموذج السياسي الذي أظهره الخطاب الملكي لن تجد له نظيراً في عالم اليوم، وبهذا النموذج يتميز وطننا وتزداد لحمة أبنائه والتحامهم بقيادتهم التي ترعى مصالحهم وتبذل لهم كل ما تستطيع بلا من ولا تقتير. ها نحن نشاهد ونسمع ما تقوم به حكومتنا الرشيدة لرعاية أبناء وبنات الوطن في الداخل والخارج في الوقت الذي تخلى فيه غيرهم عن مواطنيهم في الداخل والخارج أو قصروا ولم يبادروا كما بادر ولاة أمرنا وفقهم الله للخير وبارك جهودهم. هذا النموذج الأبوي في العلاقة بين الحاكم والمحكوم لا تجده إلا في مملكتنا الغالية، وهو أكبر حافز لكل مواطن ومواطنة لبذل الغالي والثمين لبناء مستقبل وطن الأمجاد وترسيخ أمنه واستقراره والحفاظ على مقدراته والذود عنه بكل قوة واقتدار.