قامت بعض شركات الطيران التجارية، اليوم الأربعاء، بتغيير مسارات رحلاتها الجوية عبر منطقة الشرق الأوسط؛ لتجنب الخطر المحتمل وسط تصاعد التوترات بين الولاياتالمتحدةوإيران. وقال محللون: إن الجداول الزمنية المضطربة قد تؤثر على ما يصل إلى 15 ألف راكب يوميًّا، وتطيل أوقات الطيران بمعدل يتراوح بين 30 و90 دقيقة، وتؤثر بشكل كبير على شركات الطيران. وساد قلق في وقت سابق من تصاعد الصراع بين واشنطن وطهران، في أعقاب الضربات الصاروخية الإيرانية الثلاثاء على قاعدتين عراقيتين تستضيفان القوات الأمريكية. وتأتي هذه الهجمات انتقامًا لمقتل الجنرال البارز في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في هجوم بطائرة بدون طيار بالقرب من بغداد الأسبوع الماضي. وقال مارك مارتن: إن 500 رحلة تجارية على الأقل تطير عبر المجال الجوي الإيراني والعراقي يوميًّا. وتحطمت طائرة ركاب أوكرانية بعد وقت قصير من إقلاعها من العاصمة الإيرانية؛ ما أسفر عن مقتل 167 راكبا وتسعة من أفراد الطاقم، بعد ساعات من الهجوم الصاروخي الباليستي الإيراني. وتلا ذلك إلغاء شركات أوروبية أخرى لرحلاتها، حيث يتوقع أن تؤدي القيود إلى “المزيد من الضغط” على السفر الجوي بين إيران وأوروبا الغربية. وأعلنت كل من الخطوط الجوية الفرنسية وشركة الطيران الهولندية (كيه إل إم) الأربعاء تعليق جميع الرحلات الجوية عبر المجال الجوي الإيراني والعراقي إلى أجل غير مسمى. كما أصدرت هيئة الطيران الروسية (روسافياتسيا) توصية رسمية لجميع شركات الطيران الروسية بتجنب التحليق فوق إيران والعراق والخليج العربي وخليج عمان “بسبب المخاطر الحالية على سلامة الرحلات الجوية المدنية الدولية”. وقال مارتن: إنه من المتوقع أن تتضرر بشدة شركات الطيران في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، التي تدير العديد من الرحلات الجوية الطويلة في العالم، من منطقة حظر الطيران الخاصة فوق إيران. وقالت شركة الطيران الأسترالية كانتاس: إنها غيرت مسار رحلتها القادمة من لندن إلى بيرث الأسترالية؛ لتجنب المجالين الجويين للعراق وإيران حتى إشعار آخر. من جانبها، قالت الخطوط الجوية الماليزية: إنه “بسبب الأحداث الأخيرة”، فإن طائراتها ستتجنب المجال الجوي الإيراني. كما ذكرت الخطوط الجوية السنغافورية أنه سيتم تغيير مسار رحلاتها إلى أوروبا لتجنب إيران. ونصحت المديرية العامة للطيران المدني الهندي شركات النقل الهندية بتجنب المجال الجوي الإيراني والعراقي والخليجي.