سعت رؤية العلا، التي دشنها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، اليوم الأحد، من خلال المشاريع الجديدة، إلى تلبية حاجة المحافظة وزيادة فاعليتها كوجهة عالمية؛ حيث كان أهم مشروعين تم تدشينهما: محمية شرعان الطبيعية التي من بين أهدافها إنشاء صندوق عالمي للنمر العربي للمحافظة عليه من خطر الانقراض، ومنتجع شرعان وهو منتجع عالي الفخامة سيكون ذا مردود اقتصادي كبير على المحافظة. والنمر العربي من الحيوانات الثديية اللاحمة (آكلات اللحوم)، والتي تتبع فصيلة السنوريات، وهي إحدى سُلالات النمور، ويُعتبر النِمر العربي أكبر وأقوى أنواع القطط العربية، ولكنه يبقى الأصغر حجمًا بين سُلالات النمور جميعها، والتي تنتشر في قارتي آسيا وإفريقيا، وتعتبر هذه السلالة مهددة بصورة حرجة عبر موطنها بأكمله. وتكون النمور العربية فاتحة اللون بشكل كبير؛ حيث إن اللون الذهبي المصفرّ الذي يتواجد في العادة بين البقع في معظم أنحاء جسم باقي السلالات لا يتواجد عند هذه السلالة إلا على طول ظهورها، ومن ثم يبهت إلى الأصفر الشاحب أو الأبيض على باقي الجسد. وتتميز بلون عيونها الزرقاء خلافًا لمثيلاتها الإفريقية. وتزن الأنثى البالغة 20 كيلوجرامًا (45 رطلًا)، بينما يزن الذكر البالغ ما يقارب ال30 كيلوجرامًا (65 رطلًا)، وبالمُقارنة فإن النمور الإفريقية الجنوبية يمكن أن يتراوح وزنها ما بين 50 إلى 70 كيلوجرامًا، وبالتالي يمكن اعتبار النمور العربية أصغر من باقي سلالات النمر الإفريقية والآسيوية. ويتشابه ذكر النمر العربي مع الأنثى، ولكن الذكور تكون أكبر من الإناث، كما يتم التمييز بينهما بوجود كيس الصفن الواضح لدى الذكور، وتمتاز النمور العربية بذيولها الطويلة، والذي تستعمله في التوازن أثناء التسلق. وتعتبر هذه السلالة من النمور معرّضة بصورة حرجة، بسبب الصيد المكثّف في أوائل التسعينات من القرن العشرين، بعد أن كان النمر العربي في السابق أكبر السنوريات وأكثرها انتشارًا في شبه الجزيرة العربية، فقد امتد موطنه على مسافة 1700 كيلومتر عبر جبال الحجاز وفي شرق الجزيرة في عمان والإمارات وغيرها. وأطلق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، اليوم محمية شرعان الطبيعية في محافظة العلا كجزء من سلسلة من المشاريع الإستراتيجية الرئيسية التي تقوم بها الهيئة الملكية لمحافظة العلا. وتهدف الهيئة الملكية لمحافظة العلا من خلال إطلاق الصندوق العالمي لحماية النمر العربي إلى أن يكون هذا الصندوق هو الأكبر من نوعه في العالم، إذ سيمكن هذا المشروع محمية شرعان الطبيعية، بالإضافة إلى مواقع أخرى، لتكون منطقة مناسبة لإطلاق وإعادة توطين النمر العربي في المستقبل.