قاطرة السعودية، تواصل مسيرها بالسرعة التي تمَّ تحديدها لها نحو مستقبل واعد للمملكة والمنطقة، ولتصل إلى محطّتها المقررة في مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار"، الثلاثاء 23 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، بتخطيط من صندوق الاستثمارات العامة، وبصبغة عالمية، بحضور العديد من رجال الأعمال ورواد الأعمال، والشخصيات البارزة من مختلف دول العالم، في إطار جدول أعمال يتضمن أكثر من 40 جلسة ونقاشات مفتوحة وورش عمل، إضافة إلى منتديات جانبية ينصبّ تركيزها على ثلاث ركائز أساسية، هي: الاستثمار في التحوّل، والتقنية كمصدر للفرص، وتطوير القدرات البشرية. سلاح المملكة موقعها في معادلة الاقتصاد العالمي: وتتسلّح المملكة في هذا الحدث الكبير، بمكانة جعلت منها رقمًا صعبًا في المعادلة الاقتصادية العالمية، لاسيّما بعد إطلاق مبادرة مستقبل الاستثمار، التي سماها مراقبون ب"دافوس الصحراء"، في 24 تشرين الأول/ أكتوبر 2017، استضافها صندوق الاستثمارات السعودية العامة في الرياض، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومشاركة أكثر من 2500 شخصية رائدة والمؤثرة في عالم الأعمال من أكثر من 60 دولة. ويسعى "دافوس الصحراء"، إلى سبر أغوار الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والفكرية الجديدة اللازمة لدفع عجلة التقدم، والاتجاهات الصاعدة التي يرجح أن يكون لها الأثر الأكبر في توجيه النمو، وكيف يمكن لقيادات القطاعين العام والخاص استغلالها لتحقيق النجاح. ويأتي هذا فضلًا عن دراسة أحدث التطورات في مجالات الذكاء الاصطناعي والروبوتات وتقنيات الواقع الافتراضي والبيانات الضخمة وشبكات التواصل الاجتماعي والعلوم الطبية والبنية التحتية الذكية، والتي بدأت تتكامل الآن بإعادة ابتكار المدن في القرن الحادي والعشرين، والتي تعد جزءًا أساسيًّا من رؤية "السعودية 2030". واجهة تجارية واستثمارية رابحة: يدشن مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار"، أشغاله الثلاثاء في الرياض، كمرآة تعكس الإصلاحات الاقتصادية التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، منذ الإعلان عن رؤية المملكة 2030، إذ تمضي المملكة قدمًا في عقد مؤتمر "دافوس الصحراء" الاقتصادي العالمي، دون الالتفات للضغوط ولا الاستفزازات ولا الحملات الشرسة وعمليات الاستنزاف الإعلامي التي هدفت إلى إفشال المؤتمر، وإحاطته بهالة ضبابية من الاتهامات والشكوك. ويعكس الحدث أهمية المملكة كوجهة تجارية رابحة قادرة على تنويع مصادر اقتصادها القائم على النفط وتمهيد الطرق لمبادرات جديدة وعقود مستقبلية رابحة، وهو ما يؤكّده حضور عدد من الزعماء ورؤساء الدول، والوزراء، وسياسيين، ومديرين تنفيذيين من أوروبا وأميركا الشمالية وآسيا، ورؤساء شركات عالمية، وشخصيات اقتصادية ورجال أعمال، تمثل ثقلًا اقتصاديًّا دوليًّا، متّفقين على أنَّ مشاريع التنمية في المملكة لن تتوقف، والمتغيبون عن المؤتمر سيفقدون فرص الاستثمار في بلد هو المحرك الرئيسي لعجلة الحياة والصناعات في المجالات كافة. سبعة محاور رئيسة: من المقرر أن يفرد المؤتمر، على مدى 3 أيام خلال الفترة من 23- 25 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، 40 جلسة حوارية يشارك بها أكثر من 150 متحدثًا من 90 دولة حول العالم، يمثلون 140 مؤسسة، فضلًا عن شراكات مع 17 مؤسسة عالمية. وسيسلط برنامج المبادرة الضوء على: * دور الاستثمار في تحفيز فرص النمو. * تعزيز الابتكار. * مواجهة التحدّيات العالمية. * مستقبل الاستثمار في المملكة والعالم. * الفرص الواعدة التي يشكلها الاقتصاد السعودي. * التقنية الغامرة، والتي يقصد بها التكنولوجيا الاستثنائية القادمة مستقبلًا، وكيف نضمن أن تكون مفيدة للمجتمع. * آخر مستجدات المشاريع الطموحة في المملكة والرامية إلى إنشاء منظومات اقتصادية جديدة وتحفيز التنمية، مثل نيوم، ومشروع البحر الأحمر، والقدية. مشاركون جدد ينضمون إلى صاروخ السعودية الاقتصادي: ويشهد مؤتمر دافوس الصحراء هذا العام مشاركة دولية واسعة. كما ستظهر أسماء لم تشارك في الدورة السابقة مثل رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، وشخصيات كان لها حضور لافت في العام الماضي، مثل مدير صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، ورئيس مجلس الإدارة والشريك المؤسس لشركة "تي بي جي" كابيتل ديفيد بوندرمان، والرئيس التنفيذي لشركة "جي بي مورغان تشيس" جيمي ديمون، ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي في شركة "بلاك روك" لاري فينك، والمدير التنفيذي والرئيس التنفيذي لمجموعة "إتش إس بي سي" القابضة جون فلينت، ووزير خزانة الولاياتالمتحدة الأميركية ستيفن منوشين، فضلًا عن أكثر من 100 شخصية من أبرز قادة الأعمال والمبتكرين كمتحدثين في "دافوس الصحراء" هذا العام. ويهدف المنتدى الاستثماري العالمي الذي يأتي ضمن برنامج أطلقه صندوق الاستثمارات العامة السعودي لمناقشة دور الشركات، والحكومات، والمؤسسات العالمية في العمل معًا لتحقيق النمو والازدهار على المدى البعيد لجذب الاستثمارات ودخول رؤوس أموال جديدة، وتبادل الصفقات بين المستثمرين والشركات الكبيرة. أسئلة يطرحها "دافوس الصحراء": سيناقش المتحدثون مجموعة من المواضيع الهامة، من خلال ثلاثة محاور رئيسة، هي: * الاستثمار في التحول. * التقنية كمصدر للفرص. * تطوير القدرات البشرية. ويطرح المجتمعون في الرياض، عددًا من الأسئلة البارزة، من ضمنها: * كيف سيتمكن قادة الأعمال والحكومات من وضع رؤية مشتركة للمستقبل؟ * إلى أي مدى ستسهم رؤوس الأموال الجريئة في تشكيل مستقبل الابتكار؟ * كيف ستغير التقنية الغامرة من أسلوب حياتنا وأعمالنا، بالإضافة إلى طرق صنعنا للأشياء؟ ويمثل المنتدى أهمية للاقتصاد السعودي، والمنطقة، ويعتبر مؤثرًا على مستقبل الاقتصاد حول العالم، ويبرز كذلك الرغبة السعودية في السعي الحثيث لترسيخ مكانة المملكة العالمية، كما أنه يبين الطموح الكبير الذي يستهدف تعزيز مكانتها عبر رؤية المملكة 2030 لتتنافس مع أكثر الدول الاقتصادية. ويعد المنتدى الحدث الأكبر في المنطقة والشرق الأوسط؛ نظرًا للخبرات العالمية المشاركة، وإمكانية عقد شراكات استثمارية من خلال اكتشاف الفرص للإسهام في رسم ملامح مستقبل الاقتصاد السعودي، والعالمي خلال العقود المقبلة.