مع دخول السنة الهجرية الجديدة تكون عاشوراء أول مناسبة يترقبها المسلمون طمعًا في نيل ثواب صيامها. ويوم عاشوراء من الأيام التي يهتم العديد من المسلمين في كل دول العالم بصيامه اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم. ويوم عاشوراء تم شموله في الآيات القرآنية التي تتحدث عن " أيام الله" دون تصريح به فيما تطرق المفسرون إلى بيان وتوضيح هذه الأيام استنادًا إلى السنة النبوية. ويقتضي التذكير بيوم عاشوراء وغيره من أيام التدبر لمن أطاع الله ولمن عصاه بالوعد والترغيب والترهيب. وهناك أحاديث نبوية تحث على صوم يوم عاشوراء مع التذكير بصوم يوم قبله أو بعده. ويوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر المحرم وهو من الأشهر الحرم التي أجل الله قيمتها ورفع شأنها. وللصيام في شهر الله المحرم ميزة وفضل عظيم أخبر عنه رسول الهدى صلوات الله وسلامه عليه بقوله:(أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل) أخرجه الإمام مسلم. والصوم حين يقع في شهر حرام فإن الفضل يقترن فيه بالفضل فيتأكد بشرفه في ذاته, وبشرف زمانه, ومن الصيام في هذا الشهر صوم يوم عاشوراء، ذلك اليوم الذي نصر الله فيه موسى – عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام – على الطاغية فرعون الذي علا في الأرض وجعل أهلها شيعًا. وثبت في الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي قتادة -رضي الله عنه- أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم عاشوراء فقال: (إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله)., وفي الحديث الذي أخرجه الشيخان في صحيحهما عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن صوم عاشوراء فقال: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صام يومًا يتحرى فضله على الأيام إلا هذا اليوم (يعني يوم عاشوراء).