أماط العريف سعيد بن عيدان الزهراني "بطل سيول قلوة" اللثام، في حديثه ل "سبق" عن تفاصيل ما حدث قبل عشرة أيام، عندما أنقذ شابين من الموت في سيول وادي الرميضة، قبل أن يتعرض للسقوط في السيل ويصاب بإصابات متنوعة. وقد وجّه وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز بصرف مكافأة مالية، وراتب ثلاثة أشهر للعريف الزهراني، وترقيته استثنائياً إلى الرتبة التي تلي رتبته؛ تقديراً لبطولته وتضحيته.
وقال العريف الزهراني ل "سبق" متذكراً الحادثة: "قبل 3 أسابيع طلبت إجازة لمدة 15 يوماً بهدف زيارة جدة وإجراء عملية جراحية في الأسنان في أحد المراكز المتخصصة، وانشغلت لمدة 6 أيام في الباحة وقبل مغادرتي فكرت في المرور على زملائي في مركز قلوة للسلام عليهم وتوديعهم قبل السفر إلى جدة".
وأضاف: "وصلت إلى مقر المركز وسلمت على زملائي جميعاً وودعتهم وتبادلت معهم أطراف الحديث، وقبل أن أهم بالمغادرة سمعت بلاغاً يفيد بسقوط سيارة شابين في وادي الرميضة جراء الأمطار والسيول، فهب زملائي جميعاً لنجدتهم ولم أتردد لحظة واحدة في المشاركة فخلعت ثوبي وارتديت اللباس الخاص بالإنقاذ وعندما شاهدني بعضهم طلبوا مني الخلود إلى الراحة بحكم أنني في إجازتي السنوية ولكنني رفضت ذلك وأصررت على مشاركتهم".
وعلمت "سبق" من رواية "الزهراني" أنه انطلق في أول فرقة إنقاذ متجهة إلى الوادي الذي يبعد عشرات الكيلومترات ووصل إلى الموقع خلال 15 دقيقة، وكان من المفترض أن ينتظر الفرقة التي تحمل معها معدات الإنقاذ، لكن مشهد السيارة داخل الوادي وصرخات الاستغاثة منعته وزملاءه من الانتظار.
وقال الزهراني: "عندما وصلنا الوادي قبيل المغرب فوجئنا بعقم ترابي بدأ في الانهيار مع تزايد السيل، وعلمنا أن الانتظار أكثر يعني أن السيل سيجرف السيارة ولذلك قررنا التصرف سريعاً، ونزلت إلى السيل بعد أن ربطت على بطني حبلاً وأمسكت بحبل ثان واقتربت بهدوء من السيارة وكنت قلقاً من ارتفاع منسوب السيل وبعد أن تأكدت من قربي منهم ألقيت بالحبل على أولهما وأمسك جيداً به وطلبت منهما أن يخرجا سريعاً من السيارة، وبالفعل حاولا المشي باتجاه بر الأمان وحدث حينها ما كنت أخشاه".
وأضاف: "فجأة اختل توازني بعد أن سقطت قدمي في حفرة، ولم يمهلني السيل، حيث سحبني معه بقوة وتسبب في فقداني الوعي جراء قوة السقطة ولم أفق إلا في المستشفى وزملائي وأقاربي من حولي يهنئونني على السلامة".
وأردف: "سألت عن المحتجزين فأخبروني أنهم بخير، فنسيت الأوجاع التي كانت تؤلمني والتي شخصها الأطباء برضوض في مختلف أنحاء الجسم وتسمم جراء شرب مياه ملوثة في السيل، وذلك عقب الإغماء".
وتابع: "عائلتي بالتأكيد حزنت على ما حدث لي، ولكن والدي خفف من ألمي منذ أن استيقظت، حيث احتضنني بشدة وقال لي "بيض الله وجهك" وشجعني على الاستمرار في هذه المهنة العظيمة التي تجمع بين الأجر والأجرة".
وعبّر العريف الزهراني عن شكره وتقديره لوزير الداخلية وقال: "هذا التكريم حافزٌ لبذل المزيد من الجهد والعطاء لخدمة أمن وسلامة هذا الوطن وأبنائه وكل مَن يقيم على ترابه".