كل عام وأنتم بخير.. هذه رسالة من مستشفى مسكين بمنطقة جازان الحبيبة ضاقت به السبل وانقطعت به الأسباب، ولم يبقَ له بعد الله إلا توجيهات معاليكم واهتمامكم لإنقاذه وغيره من مستشفيات المنطقة وتحسين الخدمات الصحية للمواطنين في هذه المنطقة العزيزة على قلوبنا جميعًا. معالي الوزير: بداية أحدثكم عن أخي الشقيق مستشفى جازان العام والذي ما زال يئن تحت وطأة الإصلاح، وقد مضى عليه سنوات عديدة، والعمل جارٍ على قدم وساق، ويبدو أن القدم أصابها الشلل والساق أصابتها العلل فتأخر الإنجاز ونسيه الكثير وأصبح بعض أهالي جازان يرددون لقد هرمنا ونحن ننتظر. أما شقيقي الأكبر مستشفى الملك فهد فقد ضاق ذرعًا ولم يعد يحتمل الكم الهائل من المرضى الذين لا يجدون سبيلًا لغيره، ناهيك عن متلازمة أصابته تدعى متلازمة الإصلاح والصيانة فلا يكاد ينتهي إصلاح جناح إلا ويبتدئ العديد من الأجنحة في الصيانة، وكل خوفي أن يأتي يوم يشتد به التعب والإنهاك ويتقدم به العمر فلا يبقى له إلا القتل الرحيم لا سمح الله. أما الجنين الذي طال انتظاره والكل يتغنى به ويحلم به فما زال في بطن الأرض، وقد أسميناه قبل أن يولد "مستشفى النساء والولادة"، وقد وصل بنا الانتظار لدرجة اليأس من إقامته وأصبحنا نعده من أول المستحيلات (مستشفى النساء والولادة والغول والعنقاء وربما الخل الوفي). أما أبنائي مستشفيات الخمسين سرير والتي يصل عددها إلى قرابة 15 مستشفى فهي مذبذبة لا إلى هؤلاء (المستشفيات الكبيرة) ولا إلى هؤلاء (مستوصفات)؛ لذا أرى والرأي لمعاليكم تخصيص وتوزيعها حسب الحاجة فليكن أحدها للنساء والولادة بسعة خمسين سريرًا (نص العمى ولا العمى كله) وآخر طوارئ وثالث أطفال، وهكذا لسد بعض الاحتياجات إلى أن تنتهي المشروعات الأخرى. أما أخي الجميل الأنيق المدلل مستشفى محمد بن ناصر فقد أصابته العين وذهب الدلال وانطمس الجمال وضاعت الأناقة وأصبح يتحمل ما لا تتحمله مستشفيات تخصصية كبيرة في مناطق أخرى بعد أن فتحت أبوابه للجميع، ولم يعد تخصصيًّا كما أريد له، بل وأصبح حلمه وحلم أبناء المنطقة من أطباء ومواطنون أصحاء ومرضى أن يحظى ببعض الخصوصية ويتم وضعه في صفوف المدن الطبية وجعله مرجعيا مع تدعيم مركز الأورام به وكذلك مركز القلب، والأهم أن يدرج ضمن سلم المدن الطبية ليتسنى للقائمين عليه أن يستعينوا بكفاءات وخبرات طبية متميزة، ويتم التعاقد معهم بما يتناسب مع مستواهم العلمي ومتطلباتهم المادية. هناك عدد كبير من الأقارب تحت مسمى مستوصفات أو مراكز رعاية أولية حالها ليس بأحسن من المستشفيات وربما غياب ثقة المواطن فيها أدى إلى أن تكون شبه معزولة ولا يزورها إلا المضطر إلى أن يتسنى له الذهاب إلى غيرها، فلتحظى بلفته كريمة من معاليكم. وإن أنسى فلن أنسى همنا الكبير في مستشفيات جازان حيث تغيب صلة الرحم بيننا وينقطع التواصل بالرغم من وجود العشرات وربما المئات من أجهزة الكمبيوتر، والكل يغنى على ليلاه وقد يطوف المريض بأكثر من مكان مستهلكًا الكثير من الدواء والأكثر من جهد الأطباء والقائمون على المراكز، ألم يحن الوقت أن يلتم شملنا بنظام إلكتروني وأنت خير من يؤمن بل ويأمن التقنية والحوسبة، لتقديم خدمة أفضل، فإن لم يكن فلا أقل من جعل التقنية في بعض المستشفيات الكبيرة بالمنطقة لخدمة أرقى وأشمل. الخاتمة: معالي الوزير نحن مستشفيات جازان نبرأ إلى الله مما قاله أخونا المستشفى أعلاه حتى وإن احتوت على كثير من الصحة وكانت مرآة للواقع، ونشعركم بأنه يعاني من اعتلال نفسي وجاري العمل على علاجه وتحويله لمستشفى متخصص.