بمروجه الخضراء البهية، وهبات نسيمه الباردة المنعشة، وجداول مياهه العذبة الصافية؛ التي تُسبغ الوجدان نعيماً بنغمات خريرها ورقرقتها الحلوة، استيقظت ذلك الصباح بأكناف حضن جديد، ملؤه البهجة والسرور والراحة. ما الذي حل بي هذا الصباح؟ وما سر هذا الربيع الخلاب؟ ما الذي أيقظني شعلة من الحماس والجسارة، بعد تلك الليلة البائسة الكئيبة التي طمرتني بآلامها ومواجعها وكدرها. يبدو أنني لست أحلم، هذا الفأل بكل معانيه البديعة، بخيوله المُطَهَّمة، وأهله الطيبين، وأجنحته التي تَعمُّني آفاق عالمه الفسيح. صرت مناطحاً للسحاب عزماً وإرادة، صارت القوة دأبي، والصبر عنواني، وأضحت الأخطار والأهوال تنهار أمامي، ولأسماع الفرص الغواني تنبعث صرخة مجلجلة من نفسي المتوقدة بالقطع: أنا جاهز.