إذا انتقى الزمان لك من الأصحاب من هم يحملون في ذواتهم موهبة مشرقة، فاعلم أنك قد جنيت السعادة، واحتضنت اللذة، وعانقت النشوة، فذوو المواهب المتنوعة، والإبداعات المتميزة، يصيرون فضاءك سحباً وأمصاراً، ويملأون أرضك ثمراً وأزهاراً، فلله درهم.. كم من سعادة نشروها، وكم من لذة صنعوها، وكم من نشوة أبدعوها.. ذهبوا للعالم الخفي.. فنسلوا منه غرائبه، ووقبوا للكون الغائب.. فجلبوا منه عجائبه، كأنهم رواد لا تهبط في ذلك العالم إلا طائراتهم، ومراسلون لا تتصل بذلك الكون إلا أجهزتهم.. عشقوه فأدمنوه، وتغلغلوا فيه فأدركوه. يأتون بالعجب العجاب فنحتسي من فيضهم هم غيثنا المدرار ؟ هؤلاء هم نسيم الحياة المنعش، ومطر الأيام الرائع، إذا لم يحالفك الحظ، ويمنحك القدر، في أن تتنعم في أحضان هذا الروض، فشمر عن ساعديك، وأبحث عنه في الكتب الجميلة، وفي الصحف الرائعة، وفي الأقلام الساحرة، وفي القنوات المتميزة، وفي المنتديات البهية، وفي العقول النابغة، وفي الطبيعة الخلابة، وفي كل مكان تلمع فيه الموهبة، ويفوح منه أريجها.. حتى يسقط بك البحث على هذا الروض. نطرت إلى تلك الوجوه عشية فأشرقت الأرواح من حسن ما أرى بدر بن نداء العتيبي - القاهرة