إن النفوس تتشوق لأخبار وحياة الماضي، وتتوق للحديث واستذكار أخبار الناس الماضين والمتقدين، هنا نتحدث عن حي الثميري الذي كان وجهًا مخمليًا لسكان مدينة الرياض في عهد الستينيات والسبعينيات، حيث يعرف حي الثميري بعلو المباني الطينية ودقة البناء وروعة الزخارف التي تحاكي موروثنا الشعبي. ” المواطن ” تجولت في حي الثميري الذي يعد من أقدم الأحياء في مدينة الرياض ومدخلاً لها من جهة الشرق، حيث كان يسكنه في ذلك الوقت الأمراء والوزراء والأثرياء، ووثقت بالصور شوارعه الجميلة ومبانيه القديمة وسككه الضيقة والصغيرة بجوار البيوت الطينية التي كان يعيش بها أجدانا وجداتنا، والتي يعبر عنها لمن عاصروا ذلك الوقت ” بالزمن الجميل “. قصة الملك سلمان مع شارع الثميري وفي فيديو متداول لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أثناء حديثه البسيط والعفوي عن والده الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه الذي استوقف عند الدكان في شارع الثميري تلبية له آنذاك، قائلاً: أنا أذكر وأنا مع أبوي عندما كنت طفلاً كان يوجد دكانان فقط في شارع الثميري وقلت له أريد منها حلاوة واستوقف الملك عبدالعزيز بنفسه لشراء الحلاوة لأطفاله. سوق الثميري ويضم حي الثميري، أشهر وأعرق الأسواق الشعبية الخاصة لبيع المستلزمات الرجالية بكافة أنواعها وأشكالها النجدية، مثل السبح والخواتم والساعات والمشالح وغيرها، حيث يكثر المشترون خصوصًا في شهر رمضان المبارك لشراء حوائجهم ومستلزماتهم الرجالية لاستقبال مناسبة العيد المبارك. ويقول زيد العيسى، الذي التقته ” المواطن ” بين أسوار الحي، إن والدي أحد سكان حي الدحو وهو ممن عاصروا ذلك الزمن الجميل بكل بساطته وعفويته، لافتًا إلى أن أبرز ما يميز حي الثميري في ذلك الوقت شوارعه وتصميمها المميز. وأضاف، أن شارع الثميري الذي يقع على بعد خطوات من قصر المصمك جنوبًا، يعد من أشهر الشوارع في ذلك الوقت تقدمًا وتطورًا لما يحتويه الشارع من أعمال تراثية وساعة ناطقة، والتي تعتبر أول ساعة ناطقة بالسعودية، حيث كان يقصده المتسوقون من خارج الرياض، وخاصة مع دخول الصيف الذي تكثر فيه حفلات الزواج بين الأقارب.