يجيء اجتماع قادة المملكة العربية السعودية والإماراتوالكويتوالأردن، في قمة مكةالمكرمة، في سياق مبادرات خادم الحرمين الدائمة بالوقوف مع الدول العربية الشقيقة التي تتعرض لأزمات، واستمرارًا لسياسة المملكة الداعمة لأشقائها وحلفائها، لاسيّما بعدما بادر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بالاتصال بالملك عبدالله الثاني، في الأيام الأولى للاحتجاجات في الأردن، وأكَّد وقوف المملكة مع شقيقتها، وما انعقاد القمة الرباعية إلا تأكيد للموقف السعودي العملي السريع. حرص السعودية على الأردن ثابت أصيل: وهذه الدعوة، تأتي من منطلق حرص المملكة العربية السعودية بقيادة الملك سلمان، وحرص كل من دولة الإمارات ودولة الكويت على مصلحة الأردن واستقراره، فالأحداث الأخيرة التي شهدها الأردن بسبب زيادة ضريبة الدخل وما ترتب عليها من إعفاء الحكومة وتشكيل حكومة جديدة بلا شك أنها تدفع الدول الشقيقة والمحبة للأردن بأن تقف إلى جانب هذا البلد العزيز، خصوصًا مع إصرار بعض الأطراف على تضخيم الأزمة، ومحاولة توسيعها وتحويلها إلى أزمة سياسية بعيدة عن المطالب الشعبية المشروعة والواضحة، وبالتالي الدفع بعدم قبول أي حل لها. حلول غير تقليدية للأزمة الأردنية الاقتصادية: وتجاوزت القمة التقليدية في التعاطي مع الأزمة الاقتصادية الأردنية، عبر إقرارها لحلول مستدامة تعود بنفعها وفوائدها على الأردن، وذلك ما ترجمه وقوف الدول الثلاث بقوة مع الأردن في المرحلة الحرجة التي يمر بها، مؤكّدة رسالتها للشعب الأردني الواعي بأن يحذر من الاندفاع نحو الدعوات المغرضة والتي تساهم فيها أطراف لا تريد الخير للأردن ولا لشعبه، ولا تتورع في أن تتسبب في تكرار سيناريوهات سوداء، حدثت في اليمن وليبيا ومصر والجارة سوريا. ولأن المملكة الأردنية الهاشمية، تدرك تمامًا أنَّ السعودية يسجل لها على مدى تاريخ علاقات البلدين بأنها وضعت على الدوام الوقوف إلى جانب الأردن كثابت من ثوابت المملكة، عكس نجاح قمة مكةالمكرمة والنتائج الإيجابية التي خرجت بها، عمق العلاقات الإستراتيجية التي تربط الأردن بالسعودية والكويتوالإمارات، لاسيما عندما لم تتوانَ الدول الثلاث عن تقديم الدعم الكبير للأردن والوقوف إلى جانبه في أزمته الراهنة. الكرة في ملعب الشعب الأردني: يتبقى لنا القول: إنَّ مسؤولية كل أردني في هذه اللحظة الحساسة، أن يكون حارسًا على وطنه، مدافعًا عنه في وجه مثيري وناشري الخراب والفوضى في بلداننا، والذين لا يحملون ذرة أخلاق، أو ضمير تردعهم عن التحريض ضد دول آمنة مستقرة. أما المملكة العربية السعودية التي تحافظ على سجلها الأبيض مع كل الدول العربية، فمهم أن يدرك الشعب الأردني الشقيق أن خادم الحرمين وشعبه لا يسعون إلا لخير الأردن. رسالة قمة مكة: جاءت تلك الرسالة واضحة للمتربص ومن معه، وهي: “لن نسمح لكم بتدمير الأردن”، فهذا ما يريد أن يوصله الملك سلمان لطيور الظلام ووحوش التخريب والتدمير، فلن تسمح الدول الأربع بأن يتم العبث بالأردن، كما تم العبث بالدول العربية منذ العام 2011، والشعب الأردني قال كلمته بعد قانون ضريبة الدخل الأخير، وملك الأردن بحكمته وبُعد نظره قام بحل المشكلة.