تأتى قمة مكةالمكرمة في سياق مبادرات خادم الحرمين الدائمة بالوقوف مع الدول العربية الشقيقة التي تتعرض لأزمات، واستمراراً لسياسة المملكة الداعمة لأشقائها وحلفائها. وكان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بادر بالاتصال بالملك عبدالله الثاني في الأيام الأولى للاحتجاجات في الأردن، وأكد وقوف المملكة مع شقيقتها، وما انعقاد القمة الرباعية إلا تأكيد للموقف السعودي العملي السريع. القمة تجاوزت التقليدية ويرى مراقبون أن القمة تجاوزت التقليدية في التعاطي مع الأزمة الاقتصادية الأردنية، بإقرارها لحلول مستدامة تعود بنفعها وفوائدها على الأردن، وذلك ما ترجمه وقوف الدول الثلاث بقوة مع الأردن في المرحلة الحرجة التي يمر بها. مواقف ثابتة للمملكة ويعكس نجاح القمة حجم التلاحم بين الدول الأربع التي ترتبط بعلاقات متينة وراسخة باعتبارها دولا متحالفة معاً. وفي الوقت نفسه يدرك الأردن تمامًا أن السعودية يسجل لها على مدى تاريخ علاقات البلدين بأنها وضعت على الدوام الوقوف إلى جانب الأردن كثابت من ثوابت المملكة. كما يعكس نجاح قمة مكةالمكرمة ونتائجها الإيجابية، عمق العلاقات الاستراتيجية التي تربط الأردن بالسعودية والكويتوالإمارات، عندما لم تتوان الدول الثلاث عن تقديم الدعم الكبير للأردن والوقوف إلى جانبه في أزمته الحالية. نقاط قوة: 1. لم تكتف السعودية كعادتها بالمبادرة بالوقوف مع حلفائها في أزماتهم وعدم التخلي عنهم، وإنما ذهبت إلى ماهو أبعد من ذلك بدعوة الكويتوالإمارات للوقوف نفس الموقف. 2. التجاوب السريع من قبل القيادة السعودية بعقد قمة مكة، و من ثم نجاح القمة بخطوات عملية تساعد الأردن للخروج من أزمته الاقتصادية، يعكس حجم استيعاب السعودية للخطر الذي يحيط بأشقائها والتعاطي معه بشكل نوعي. 3. تجاوب الإماراتوالكويت السريع مع دعوة خادم الحرمين يعبر عن الاحترام الكبير الذي تبديه الدولتان لمكانة الملك سلمان وقناعتهم التامة بحرصه الكبير على الوقوف مع الأردن في أزمته الحالية. 4. الأردن لا يستغني عن السعودية ومواقفها الداعمة فهناك مصالح سياسية واقتصادية واجتماعية، بالإضافة إلى أن المملكة تعتبر عمقاً استراتيجياً للأردن. 5. يرى الأردن في السعودية مشروع حليف عربي كبير، كما أنه يعتمد جزئيًا على مساعداتها والمساعدات الخليجية التي تمر غالبًا عبر بوابة المملكة، كما أنه لا غنى للأردن عن السوق السعودي سواء العمالة أو الاقتصاد. ويلخص العلاقة بين البلدين قول خادم الحرمين الشريفين لأخيه الملك عبدالله الثاني في زيارته الأخيرة: إن أمن الأردن من أمن السعودية، وأن ما يهم الأردن يهم السعودية أيضًا، وأن ما يضر الأردن يضر السعودية.