كشف مدير مركز الفلك الدولي المهندس محمد شوكت عودة، عن حدوث ثلاثة انفجارات ضخمة على الشمس خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. وأوضح أن الانفجار الأول حدث يوم أمس الإثنين 13 مايو في الساعة 02:17 بالتوقيت العالمي، وكان بقوة X1.7، وحدث الثاني في الساعة 16:05 بالتوقيت العالمي وكان بقوة X2.8، أما الثالث وهو الأكبر فقد حدث اليوم الثلاثاء في الساعة 01:11 صباحا بالتوقيت العالمي وكان بقوة X3.2. وأشار عودة إلى أن هذه الانفجارات تعد الأشد على الشمس هذا العام، وهي مؤشر على ازدياد النشاط الشمسي، متوقعا أن يصل ذروته هذا العام في دورة تبلغ مدتها 11 سنة، لافتا إلى أن مراكز الرصد العالمية تتوقع حدوث انفجارات قوية مماثلة خلال الأربع والعشرين ساعة المقبلة بنسبة 40%. وأوضح عودة أن قوة هذه الانفجارات تصنف على ما يسمى بمقياس ريختر الشمسي، بحيث تصنف الانفجارات الضعيفة بأرقام من واحد إلى عشرة مبتدئة بالحرف C، في حين تصنف المتوسطة مبتدئة بالحرف M، أما القوية فتصنف مبتدئة بالحرف X. وقال عودة: "يصاحب – في العادة – الانفجار الشديد انبعاثات هائلة من مادة الشمس تقذف في الفضاء، تسمى انبعاثات الشمس الإكليلية، وهي خطرة إذا تصادف أنها اتجهت نحو الأرض، إلا أن الانبعاثات المصاحبة لهذه الانفجارات لم تتجه نحو الأرض، وبالتالي فإن الأثر الكلي لهذه الانفجارات على الأرض بسيط". وأوضح عودة أن الشمس تدور في دورة شبه منتظمة تبلغ فيها الشمس ذروتها كل 11 سنة، وذروة الدورة الحالية متوقعة أن تكون عام 2013، مشيراً: وحيث إن الآن وقت الذروة الشمسية، فمن الطبيعي أن نشهد ازدياداً في نشاط الشمس، والانفجار الشمسي الواحد ينتج عنه في الغالب ثلاثة أشياء أو نواتج، وكل واحد يصل إلى الأرض في وقت مختلف وله تأثير مختلف عن الآخر. وقال مدير المركز إنه عندما يحدث انفجار على الشمس، فإن أول ما يصل إلى الأرض هو ازدياد في الطيف الكهرومغناطيسي للشمس، والطيف الكهرومغناطيسي يشمل الأشعة الراديوية وتحت الحمراء والمرئية وفوق البنفسجية وأشعة إكس وأشعة جاما، والأخطر منها هي أشعة إكس وهي تلك المستعملة في المستشفيات للحصول على صور الأشعة. وتابع مدير المركز: تصل هذه الأشعة إلى الأرض فور علمنا بحدوث انفجار، وينحصر تأثير هذه الأشعة الزائدة بحدوث تشويش على الاتصالات الراديوية في بعض النطاقات المستخدمة في الملاحة، فعندها إن كانت العاصفة شديدة قد تفقد الطائرات والبواخر التي تستخدم هذه الأمواج (وهي قليلة) الاتصال لمدة قد تصل إلى بضع ساعات، وهذا هو النوع من الانفجارات التي حدثت أخيرا. وأشار مدير مركز الفلك الدولي إلى أن الانفجار الحادث على الشمس يؤدي إلى تسريع جسيمات (برتونات وإلكترونات) بحيث تصبح ذات طاقة عالية جدا، وهي تصل إلى الأرض بعد حوالي ساعة إلى ساعتين من الانفجار، وهذا هو الناتج الثاني من الانفجار، ويتلخص خطرها بشكل رئيس على الأقمار الصناعية، فاصطدام هذه الجسيمات بالأقمار الصناعية قد يعطلها مؤقتا أو بشكل دائم، ويستمر هذا التدفق من الجسيمات المشحونة ذات الطاقة العالية لعدة ساعات. وأردف عودة: تشكل هذه الجسيمات خطراً صحياً على رواد الفضاء والمسافرين في الطائرات في المناطق الشمالية القريبة من القطب، إلا أن شركات الطيران تراقب ذلك، وتبعد طائراتها عن تلك المنطقة أثناء هذه العاصفة، أما بعد حوالي يوم أو يومين من الانفجار يصلنا الناتج الثالث من الانفجار، وهو عبارة عن مادة الشمس نفسها، بحيث تقذف الشمس كمية هائلة من مادتها وهي عبارة عن غاز مؤين ويحتوي على مجالات مغناطيسية، وعندما تصطدم هذه الكتلة بالأرض فإنها تسبب اضطرابا في المجال المغناطيسي الأرضي، وبالتالي تتأثر البوصلة بذلك، وتتسبب في تكون تيارات كهربائية في خطوط الضغط العالي لشبكات الكهرباء، مما قد يزيد الحمل الكهربائي على الشبكة ويؤدي إلى انقطاع التيار، بل وحتى قد يحترق المحول الرئيس للشبكة، ويظهر وقتئذ الشفق القطبي. وأكد عودة أن المخاطر الرئيسية لذلك تنحصر في المناطق القريبة من الأقطاب، مثل شمال أوروبا وشمال آسيا وشمال أمريكا، أما نحن في المنطقة العربية فإننا في مأمن من هذه التأثيرات بسبب الغلاف المغناطيسي الأرضي. وقال عودة إنه من المعلوم أن الغلاف الجوي الأرضي يحمينا من الناتج الأول، والغلاف المغناطيسي يحمينا من الناتج الثالث، والغلافان الجوي والمغناطيسي يشتركان في حمايتنا من الناتج الثاني، مضيفاً أن المناطق المتأثرة تنحصر في المناطق الواقعة بالقرب من القطبين، وتقترب منا كلما كان الانفجار أكبر، إلا أنها تبقى بعيدا عن المنطقة العربية. ويبقى الاحتمال الوحيد لتأثرنا في المنطقة العربية هو أن تتسبب العاصفة بتلف أحد الأقمار الصناعية المهمة، إضافة إلى تشويشها على أقمار الملاحة ال GPS. وأشار عودة إلى أنه لا علاقة بين هذه الانفجارات ودرجة الحرارة على سطح الأرض، فهذه الانفجارات لا تؤدي إلى ازدياد في درجة الحرارة على سطح الأرض.