عكس لقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بالملكة إليزابيث في قصر باكنغهام، العلاقة التاريخية العميقة التي لا تتكرر بين الدول، وأيضًا التشابه بين المملكتين يكمن في التغيرات الجذرية التي ترسم مستقبلهما من جديد، فالمملكة السعودية تتجه بثقة وثبات إلى تحقيق رؤية 2030، والمملكة المتحدة تخرج من الاتحاد الأوروبي لتقود مصيرها بنفسها. علاقات تاريخية: وحرصت الملكة إليزابيث على لقاء ولي العهد للحديث عن عمق العلاقة التي تربط المملكتين، بالإضافة إلى التعرف على رؤية 2030 التي تثير انتباه العالم لما تحمله من خطط مرسومة بدقة، وبالطبع لم تترك ملكة إنجلترا الفرصة تمر دون الحديث مع ولي العهد عن التغيرات الاجتماعية والاقتصادية الايجابية التي يقودها في المملكة. ويعتبر اللقاء شاهدًا حقيقيًا على العلاقة التاريخية والقوية بين المملكة وبريطانيا، وهو ما أكد عليه ولي العهد، كما شدد الأمير محمد بن سلمان على مكانة العلاقات بين البلدين. وأوضح ولي العهد أن العلاقة بين المملكة وبريطانيا تاريخية وعميقة واستراتيجية كما أنها تخدم مصالح البلدين وهو ما يؤكده التاريخ بل وتحدده خطط المستقبل. وللقاء طابع آخر يحمل في طياته تاريخًا، فالعلاقة بين الرياضولندن تعود إلى تأسيس المملكة، بالإضافة إلى وجود مصالح مشتركة بين البلدين إلى الأيام الأولى من العلاقة، ليكون اللقاء وزيارة ولي العهد إلى بريطانيا امتدادًا للماضي وتأكيدًا على هذه العلاقة العظيمة. ولي العهد ولقاء تيريزا ماي: ولم يكن لقاء الملكة هو الحدث الأكبر خلال الزيارة، فعلى الرغم من قيمتها الكبيرة إلا أن إنجازات ولي العهد في بريطانيا توجت بالإعلان عن تأسيس مجلس الشراكة الاستراتيجية مع المملكة المتحدة بداونينغ ستريت ولقاء رئيسة الوزراء تيريزا ماي. واجتمع الأمير محمد بن سلمان وأعضاء من مجلس الوزراء السعودي مع تيريزا ماي وأعضاء مجلس الوزراء البريطاني لإعلان تأسيس مجلس الشراكة الاستراتيجية بداونينغ ستريت لتعزيز العلاقة بين السعودية والمملكة المتحدة. شركة اقتصادية مميزة: وتؤكد الشراكة الاستراتيجية السعودية قوة العلاقة المستمرة بين الرياضولندن، وتأتي استمرارًا لعلاقة مميزة تجمع البلدين اقتصاديًا، حيث تعد السعودية وجهة مهمة للشركات البريطانية ويوجد فيها تقريبًا 200 مشروع مشترك تقدر حاليًا بقيمة 11.5 مليار جنيه استرليني بما فيها البنك البريطاني HSBC وMarks & Spencer وJaguar Land Rover”. وتأتي الشراكة وسط آمال أن تكون الشركات البريطانية قادرة على الاستفادة من التغيرات العميقة التي تحدث بعد إتمام مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهو ما يفتح أمامها السوق العالمي وتحديدًا السوق السعودي. سنوات من التعاون: وشهدت ال5 سنوات الماضية علاقات تجارية بريطانية وسعودية تجاوزت 2.3 مليار جنيه إسترليني، حيث قُدر التبادل التجاري في البضائع والخدمات بحوالي 9 مليار جنيه إسترليني خلال عام 2016. وما سيجذب لندن أكثر لضخ الاستثمارات والاستفادة من خطوة خروجها من الاتحاد الأوروبي هي رؤية 2030 التي توفر مناخًا لا مثيل له لرؤوس الأعمال، كما تعتمد على التكنولوجيا والسياحة والمواد الأخرى غير النفط وهو ما تبرع لندن في استغلاله، وأخيرًا هناك عامل جذب أخر وهو أن السعودية أحد أكبر 20 اقتصاد دولي، كما أن لديها ثالث أسرع سوق في النمو للصادرات والاستيرادات البريطانية.