انتهى عام سامي الجابر الأول في مجال التدريب، يُعد عاماً مخيباً بالنسبة لنادٍ بحجم الهلال، لكنه في الوقت ذاته يعتبر بداية جيدة لمدرب يخوض غمار التدريب للمرة الأولى في تاريخه. حدّة التذمّر من قِبل جماهير الهلال -التي وصلت إلى حدها الأقصى بعد هزيمة الهلال أمام النصر في نهائي كأس ولي العهد واستمرت مع تتويج الأصفر ببطولة الدوري- أخذت تتراجع عقب حسم الهلال مساء أمس تأهله إلى دور ربع النهائي من البطولة الآسيوية بعد تغلبه على بونيودكور الأوزبكي، وبدأ المدرج الأزرق يشعر بأن لدى الجابر ما يقدمه في قابل الأيام، خاصة وأن الأهداف الهلالية الثلاثة البارحة أتت بطريقة فنيّة متقنة، وتكشف عن وجود نهج فنيّ يقف خلفه مدرب لا يستهان به. "المواطن" ترصد أبرز الأسباب الوجيهة التي تجعل من العقلاء الهلاليين يطالبون وبشدة إعطاء المدرب سامي الجابر فرصةً لمواصلة تدريب الهلال في الموسم المقبل، وهي: 1- "مؤشر أخضر ب 63 نقطة" اختتم الهلال موسمه هذا العام وصيفاً ب63 نقطة، وهو الرقم الذي عجز الهلال أن يصل إليه خلال العامين الماضيين، رغم تواجد العديد من المدربين الأوروبيين والذين يمتلكون سجلاً تدريبياً حافلاً، ولهم تجارب عديدة في الكثير من الأندية. الجابر في عامه الأول استطاع أن يتفوّق عليهم نقطياً، وأن يصل إلى رقم عالٍ رغم معاناة الفريق في العديد من المباريات من الإصابات، خصوصاً على صعيد الدفاع والذي تمثل في غياب المحترف الكوري كواك، بالإضافة إلى تذبذب مستوى الحارسين عبدالله السديري وفايز السبيعي. 2- "خمسات وأربعات تدك الخصوم" استطاع الجابر أن يعيد شيئاً من قوّة الهلال في شباك المنافسين، بعد أن سجّل نتائج كبيرة على ثلاث فرق لها وزنها في الدوري وهي: الاتحاد والنصر والشباب، فأحرز في شباك الاتحاد خماسيّة، وفي مرمى النصر والشباب رباعيّة، فضلاً عن خماسية الاتفاق وسداسيّة النهضة، فهذه النتائج المرتفعة تكشف إلى حد كبير قوّة الهلال الهجوميّة، وقدرة المدير الفني على وضع نهج يصل من خلاله اللاعبون إلى شباك المنافسين، وهذا مؤشر إيجابي يصب في صالح المدرب الوطني. 3- "مدرّب يتعلّم من أخطائه" من أكثر التساؤلات التي يطرحها الهلاليون: هل الجابر يتعلم من أخطائه؟ الإجابة عن السؤال لا بد أن تُبنى على لغة الأرقام، فمن خلالها يمكننا الإجابة بأن الجابر فعلاً يتعلم من أخطائه وبصورة إيجابية، ودليل ذلك أن الأزرق فقد في الدوري الأول من منافسات الدوري 10 نقاط، من تعادلين أمام الأهلي والشعلة، وخسارتين أمام الرائد والنصر، أما في الدوري الثاني فخسر 5 نقاط، أي تفادى المدرب ما نسبته 50% من الإخفاق، حيث تعادل مع الاتحاد وخسر من الشباب، لذلك على الهلاليين أن يكونوا واثقين من أن مدربهم حقاً يتعلم بشكل سريع ويستفيد من أخطائه وسيكون أفضل بكثير الموسم المقبل. 4- "الشباك النظيفة آسيوياً" أن تلعب 5 مواجهات آسيوية في مجموعة صعبة ثم دور 16 بثقافة الذهاب والإياب دون أن تهتز شباكك، يعد ذلك أمراً مميزاً ولن يكون عشوائياً وإنما مبني على تكتيك مدرب واعٍ، رسم آلية تحرك المدافعين وأماكن وقوفهم، ورفع من مستوى انسجامهم وتفاهمهم، وجميع ذلك يشير إلى أن الجابر قام بعمل جبار على الصعيد الآسيوي تحديداً، لذا استطاع أن يعبر بسلام إلى دور ال8 متصدراً لمجموعته، وفائزاً بسهولة على بونيودكور الأوزبكي ذهاباً وإياباً؛ وهذا ما يجعل التمسك به الموسم المقبل ضرورة ملحة لاستقرار الأزرق وثبات أدائه. 5- "أسطورة تستحق منحها الفرصة" الحديث هنا ليس عاطفياً فحسب، فإن الجابر عانى كثيراً خلال فترة تواجده كلاعب من أجل إسعاد الجماهير الهلاليّة، ضحى بأوقات من حياته وبعيداً عن أسرته وأقاربه لتحقيق طموحات المدرج الأزرق الكبير، إذن هو أسطورة يستحق من الهلاليين أن يمنحونه عاماً تدريبياً آخر من باب رد الجميل على أقل تقدير، وكذلك إعطاء الأسطورة فرصة لإثبات ذاته حتى آخر لحظة، لأنه يعد مكسباً هلالياً ونجاحه التدريبي ليس نجاحاً للجابر فحسب، وإنما نجاح لمخرجات الهلال ذلك الكيان الذي يتغنى به عشاقه.