كشف تقرير عالمي عن خلاف واضح ضمني بين كل من روسيا وحليفتها الرئيسية في المنطقة إيران، وذلك فيما يتعلق بالملف السوري، وخاصة بقاء بشار الأسد رئيسًا للبلاد ضمن أي تسوية سلمية يوافق عليها المجتمع الدولي، وهو الأمر الذي شهد تعاوناً واضحاً بين البلدين على مدار سنوات الحرب الأهلية في سوريا. وقالت وكالة أنباء رويترز الدولية، إن روسيا في الأساس ترغب ببقاء النظام الحالي بسوريا مهما كان الأشخاص الذين يأتون على رأسه، لا سيما وأن المؤسسات الحكومية التي تنتمي بشكل رسمي إلى الدولة السورية ترتبط بعلاقات وثيقة مع نظيراتها الروسية، والتي كانت حليفتها الرئيسية في بقاء الأسد. وأشارت الوكالة الدولية إلى أن الإطاحة بتنظيم داعش من سوريا، أظهرت الخلافات الهامة والتكتيكية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وايران ، حيث تستحوذ على موسكو عدد من الأهداف الرئيسية على رأسها منع تغيير النظام وتعزيز النفوذ الروسي في الشرق الأوسط، إضافة إلى الحفاظ على قواعدها العسكرية في سوريا. وأبرزت الوكالة الدولية تصريحات سابقة للرئيس الروسي، والتي أكدت أن على الرغم من كون روسيا تعتبر الأسد زعيم سوريا، إلا أن مصلحة بوتين تكمن في الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية وتعزيزها بدلاً من الأسد شخصياً، مؤكدة أن الروس أكدوا لنظرائهم في الدول الغربية أن موسكو ستقبل رحيل الأسد طالما كان هذا الأمر جزءاً من عملية سلام شاملة في سوريا. وعلى النقيض يأتي الموقف الإيراني من العملية في سوريا في مرحلة ما بعد زوال داعش، حيث أكدت رويترز أن طهران ترى مغادرة الأسد "خطاً أحمر"، وتعتقد أن الإبقاء عليه في السلطة لا يزال أمراً حاسماً لتحقيق عدة أهداف بشكل رئيسي، على رأسها الحفاظ على قدرتها على تزويد حزب الله الشيعي بأسلحة عبر ممرات تحرسها قوات الأسد، عبر ممر في البحر الأبيض المتوسط، وهو الطريق الذي تستخدمه إيران منذ فترة طويلة لدعم الجماعة الإرهابية في لبنان. ووفقاً لرويترز فإن إيران ترى أهمية أخرى لبقاء الأسد على رأس القيادة، وهو اعتقادها أن تواجدها في سوريا أمر بالغ الأهمية لمواصلة طهران قدرتها للتدخل في الدول المجاورة بلبنانوسوريا. وأبرزت الوكالة الدولية أن إيران تصمم على إبقاء ميليشياتها الشيعية غير الحكومية في سوريا، حيث يريد الحرس الثوري الإيراني المتشدد تحويل هؤلاء الوكلاء إلى قوة سياسية وعسكرية مؤسسية شبيهة بحزب الله في لبنان، وهو إجراء يتعارض مع رغبة روسيا في بناء قدرات الدولة السورية وتقليل اعتماد سوريا على إيران. وأضاف رويترز أن إيران تعتقد على وجه الخصوص أن رغبة روسيا في العمل مع دول مثل تركيا يمكن أن تقوض المصالح الإيرانية في سوريا، حيث يشعر قادة طهران بالقلق أيضاً إزاء علاقة بوتين مع نظيره الأميركي دونالد ترامب؛ إذ تشير التقارير الواردة من وسائل الإعلام الإيرانية إلى أن طهران كانت غاضبة من قرار بوتين بإطلاع الرئيس الأميركي على أهداف موسكو قبل قمة سوتشي في نوفمبر الماضي بين بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحسن روحاني.