بعد أن وصل الأمر حدَّه، وبلغ السيل الزبى، دشّن أهالي محايل عسير، وسماً نثروا فيه همومهم حول الطريق الذي يربط محايل عسير بسعيدة الصوالحة، الذي مضى عليه سنوات ولا يزال متعثراً؛ مطالبين إنزال أشدّ العقوبات على المتسبب في تعثّره طوال السنين الماضية. واعتبر المواطنون تعثُّر طريق “محايل – سعيدة الصوالحة” هو نتاج تقاعس مسؤول لم يؤدِّ الأمانة التي على عاتقه، وكان عقبةً في سبيل مشروع مهم يخدم آلاف المواطنين. وجدّد المواطنون بعسير مطالبهم تزامناً مع اجتثاث الفساد وتعقب ومحاسبة الفاسدين وكل من أضر بالبلد، وكل من غلّب المصلحة الخاصة على المصلحة العامة، حيث رصدت “المواطن” أبرز التغريدات في الوسم الذي أُطلق اليوم. وكتب علي الصالحي: “من مفارقات القدر أن تعيش لترى مدينة (نيوم) ومقاولو طريق محايل – الصوالحة لا يزالون (نيوم)!” وأضاف الصالحي: “أصبحنا لا نتفاءل أبداً بإنجاز هذا الطريق.. من المسؤول عن حرماننا حق التفاؤل ؟ وزاد: “ تعاقب الكثير من الوزراء على وزارة النقل وأخذنا من كل وزير ميثاق ولكن لم نرَ إلى الآن ما يترجم هذه المواثيق”. وتساءل الحسن زيد: “أين مكافحة الفساد عن هذا الجاثوم المريب وماهي مسببات تأخره ومن يقف خلف هذا التأخير.. اضربوا بيد من حديد على كل مفسد”. أما زايد عسيري فقال: ” آن الأوان أن تُشكل لجنة لمتابعة جميع مشاريع منطقة عسير، الدولة صرفت المليارات ومازالت المنطقة على حالها.. يد الفساد اغتالت أحلام أبنائها بأن يروا منطقتهم كما ينبغي لها أن تكون.. عسير للأسف فقيرة من ناحية التنمية مقارنة ببقية المناطق”. وتداخل عضو المجلس البلدي، حسن الصالحي بتوجيه تساؤل لوزير النقل نبيل العامودي بقوله: “أجيال تعاقبت بانتظار هذا الطريق فهل يكون الحل على يدك.. نتمنى أن تكون لك بصمة ويخلد اسمك، إنها فرصتك”. أحمد الفلاحي قال: “الوطنية لاتعني إعطاء مشروع بهذا الحجم لشركة وطنية لاتمتلك الإمكانات، كان من الأجدر طرح مناقصة عالمية ودعوة كبرى شركات المقاولات العالمية لتنفيذه.. وجود لوحة على جنبات الطريق متذيلة اسم مقاول وطني لايحقق حلم مواطن بسيط مع الأسف. وأضاف الفلاحي:” أعلم أنّ هناك إشكالية في نظام المناقصات وعدم وجود نظام يسمح بوصول الدفعات مع انتهاء كل مرحلة دون تأخير، وإيجاد نظام يسمح بإعطاء المقاول الأجدر وليس الأقل سعراً كل هذا يجب أن يتغير لأجل وطنكم وأحلام شعبكم الذي يستحق الكثير “. يُذكَر أنّ الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد “نزاهة” كانت قد طلبت من وزارة النقل التحقيق مع المتسببين في تعثر مشروع الطريق الذي يربط محافظة محايل عسير بمركز سعيدة الصوالحة بمنطقة عسير بعد ورود بلاغ لها من أحد المواطنين، حيث تبيّن لها تأخر تنفيذ المرحلتين الثانية والثالثة من الطريق المشار إليه البالغ طولهما 18 كم حيث وقع عقد تنفيذ المرحلة الثانية بتاريخ 16/ 01/ 1432ه، ومدته (54) شهراً، وسلم موقع العمل بتاريخ 26/ 01/ 1432ه، بينما لم تتجاوز نسبة التنفيذ (38.21%) وقت زيارة الهيئة بتاريخ 21/ 10/ 1435ه. كما تبيّن أنه قد وقع عقد تنفيذ المرحلة الثالثة بتاريخ 11/ 08/ 1432ه، ومدته (46) شهراً، وسلم موقع العمل بتاريخ 11/ 08/ 1432ه، بينما لم تتجاوز نسبة التنفيذ (24.40%) وقت زيارة الهيئة بتاريخ 21/ 10/ 1435ه. وطلبت الهيئة – آنذاك – من وزارة النقل سرعة معالجة أسباب تأخر المشروع بأجزائه، وتحديد المسؤولين عن ذلك، وتطبيق ما يقضي به النظام بحق من يثبت تقاعسه أو تقصيره. ودعت إلى اتخاذ ما يكفل إنهاء المشروع مع نهاية مدة التمديد، للاستفادة منه في الغرض المنشأ من أجله، وتوفير الخدمات للمواطن على أفضل مستوى، بناء على التوجيهات السامية، إلاّ أنه حتى تاريخه لم يحدث أي شيء حياله.