أجمعت وسائل الإعلام الروسية على أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى موسكو والمحادثات التي جرت خلالها أسفرت عن تحقيق توافق في الرؤى ونقلت العلاقات إلى مستوى نوعي جديد. وذكر تقرير وكالة "تاس" الروسية الرسمية والذي جاء تحت عنوان "نتائج الزيارة الأولى للملك سلمان إلى روسيا"، أن الحدث الرئيس في برنامج الزيارة هو مباحثات القمة بين خادم الحرمين والرئيس الروسي، كذلك أشارت إلى مباحثات خادم الحرمين مع رئيس الحكومة ديميتري ميدفيديف، ولقائه بمفتي روسيا ومنح جامعة العلاقات الدولية الدكتوراه الفخرية للملك سلمان، فضلا عن التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون في مجالات مختلفة. تعزيز المواقف المشتركة
وأشار تقرير الوكالة الرسمية إلى أن قمة الكرملين أكدت على توافق مواقف موسكووالرياض تجاه القضايا الأخرى لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، وأن تصريحات قائدي البلدين تشير إلى إرادة سياسية في زيادة التعاون في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب والتطرف. دعم العلاقات الاقتصادية وضبط سوق النفط وبالإضافة إلى القضايا الدولية، كان هناك اهتمام خاص بتنمية التعاون الاقتصادي بين البلدين وتصريحات المسؤولين بأن هناك فرصًا كبيرة لتوسيع وتنويع التعاون الاقتصادي بين السعودية وروسيا من أجل إقامة قاعدة تجارية واقتصادية للاستثمار ويمكن لموسكووالرياض توسيع استخدام المزايا النسبية لاقتصادات البلدين مما يسمح بتكثيف التبادل التجاري في مختلف الاتجاهات والاستفادة من رؤية السعودية 2030، فضلاً عن مواصلة التعاون الإيجابي لتحقيق الاستقرار في أسواق النفط العالمية مما يسهم في نمو الاقتصاد العالمي. وشدد التقرير على أن هذا كان تجسيدًا واضحًا لرغبة البلدين في بناء علاقات اقتصادية في مختلف المجالات تمثلت في مجموعة رائعة من الوثائق التي تم توقيعها خلال الزيارة. صندوقان للاستثمار المشترك وأبرز التقرير تصريحات مدير صندوق الاستثمار المباشر،في روسيا، كيريل ديمترييف، والمتعلقة بالتوقيع على اتفاقيات بقيمة 2.1 مليار دولار، لافتًا إلى إنشاء صندوق استثمار مشترك في قطاع النفط وآخر في قطاع التكنولوحيا المتطورة إلى جانب استثمار 100 مليون دولار في مشاريع البنية التحتية في روسيا على أساس الشراكة بين القطاعين العام والخاص، بما في ذلك مشروع عملاق بوسط العاصمة موسكو وخطوط المترو في سانت بطرسبرغ. التعاون العسكري وتحدث التقرير عن التعاون في مجال الصناعات العسكرية، خاصة إنتاج السلاح من طراز كلاشنيكوف AK-103 واتفاقيات أخرى تتعلق بالتعاون العسكري. كذلك وقعت شركة "روس آتوم" اتفاقية تعاون في مجال الطاقة، واتفقت كل من غازبروم وشركة أرامكو السعودية على توسيع التعاون الثنائي في قطاع النفط والغاز، والذي يتضمن تفاعل الشركات في مجالات مثل تطوير تقنيات حفر الآبار، وتحسين أنظمة الضخ، كما أعرب الطرفان عن رغبتهما في توسيع نطاق التعاون مع منظمة الدول المنتجة للنفط "أوبك". وذكر التقرير أن رئيس الحكومة الروسية، ديمتري ميدفيديف، وخلال المباحثات مع خادم الحرمين، أكد استعداد السلطات الروسية لبذل كل ما يلزم من أجل التنفيذ السريع للاتفاقات الموقعة: "سوف أعطى كافة التعليمات اللازمة للوزراء حتى يتم تحقيق كافة الاتفاقيات التي توصلت إليها في أقرب وقت ممكن". اتصالات جديدة قادمة وقد دعا خادم الحرمين، الرئيس بوتين إلى زيارة المملكة، وقال بوتين "شكرا للدعوة، أتذكر زيارتي السابقة لبلدكم، وسوف أستفيد بالتأكيد من دعوتكم لزيارة السعودية مرة أخرى". وأوضح مساعد الرئيس الروسي،يوري أوشاكوف، أن موعد زيارة بوتين إلى السعودية لم يحدد بعد. وقال "لقد تم تسليم الدعوة، وتم قبول الدعوة، وسيتم تنسيق كل شيء آخر مع أخذ العديد من العوامل في الاعتبار". اجتماع اللجنة العسكرية وبنهاية أكتوبر الجاري، من المقرر عقد أول اجتماع للجنة الحكومية المعنية بالتعاون العسكري التقني، والتي اتخذ قرار تشكيلها خلال الزيارة التاريخية لخادم الحرمين في الرياض، وفي الثالث من نوفمبر المقبل، سيتوجه وفد ممثل للصناعيين الروس إلى المملكة لبحث فرص الاستثمار في قطاع الصناعة في ضوء الاتفاقيات التي تم التوقيع عليه. ونتائج الزيارة الرسمية الأولى التي قام بها ملك المملكة العربية السعودية إلى روسيا.