استعدت مدينة الخيام البيضاء كما يسميها البعض لاستقبال ضيوف الرحمن، لينتشر العاملون في مؤسسات الطوافة والبعثات الرسمية منذ أيام لوضع اللمسات الأخيرة على المخيمات استعدادًا لاستقبال حجاج بيت الله الحرام في حركة دؤوبة شهدها مشعر منى، استعدادًا ليوم التروية غدًا، وأيام التشريق. وتدفق حجاج بيت الله الحرام نحو مشعر منى منذ يومين، ولكن مع إشراقة صباح 8 من ذي الحجة- يوم غد- سيكتمل استقرار الحجاج في مشعر منى لقضاء يوم التروية به؛ اقتداءً بالمصطفى صلى الله عليه وسلم، وسط خدمات متكاملة أعدتها الدولة لضيوف الرحمن. أين يقع مشعر منى؟ ويقع مشعر منى بين مكةالمكرمة والمزدلفة، على بعد 7 كيلو مترات شمال شرقي المسجد الحرام، وهو مشعر داخل حدود الحرم، عبارة عن وادٍ تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكَن إلا مدة الحج، كما يحده من جهة مكة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة، وادي محسر. سبب التسمية: أما سبب التسمية فأتت لما يراق فيها من الدماء المشروعة في الحج، وقيل: إنه “لتمني آدم فيها الجنة”، وذهب آخرون إلى أنه لاجتماع الناس بها، حيث يقول العرب: “لكل مكان يجتمع فيه الناس منى”. تاريخ مشعر منى: وفي منى رمى إبراهيم عليه السلام الجمرات، وذبح فدية لابنه إسماعيل عليه السلام. كما نزلت في مشعر منى سورة النصر، في أثناء حجة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم، وفيها تمت بيعتا الأنصار المعروفتان ب”بيعة العقبة الأولى”، و”بيعة العقبة الثانية”. منى في الحج: ويعود الحجاج إلى مشعر منى، صبيحة اليوم العاشر من ذي الحجة بعد وقوفهم على صعيد عرفات الطاهر يوم 9 من شهر ذي الحجة، ومن ثم المبيت في مزدلفة، ويقضون في منى أيام التشريق الثلاثة، لرمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى. استعدادات لاستقبال ضيوف الرحمن: واستعد مشعر منى جيدًا لاستقبال ضيوف الرحمن، والتي تبدأ طلائعهم بالتدفق على المشعر يوم غد الأربعاء، للمبيت فيها استعدادًا لقضاء يوم التروية، حيث استعدت المملكة لخدمة الحجاج وصنعت خيام مشعر منى من أنسجة زجاجية، تقاوم الاشتعال؛ وذلك لرفع معدلات الأمان. وتعتبر خيام مشعر منى المطورة ضمن أكبر المشروعات التي نفذتها حكومة المملكة في المشاعر المقدسة لخدمة وراحة الحجاج على مساحة تقدر ب2.5 مليون متر مربع وفق مواصفات تحقق المزيد من الأمن والسلامة للحجاج، حيث تستوعب نحو 2.6 مليون حاج تقريبًا.