في وقت تعاني فيه مشاريع إفطار الصائم بالمملكة من "جفاء" بعض أهل الخير ورجال الأعمال والداعمين، واستمرار تلك المشاريع سنوياً على أيدي بعض المحسنين والمتطوعين والداعمين، يعيش سعيد مخدوم "هندي" الجنسية عامه الثالث في تأمين عصائر متنوعة لمشروع إفطار الصائم التابع للجمعية الخيرية بمركز تندحه شرق محافظة خميس مشيط. ويقول "سعيد" البالغ من العمر 42 عاماً ويقيم بالمملكة العربية السعودية منذ نحو 25 عاماً، أنه لاحظ مشاريع إفطار الصائم المتوزعة على مستوى مناطق المملكة خلال شهر رمضان، ولمس ما تقدمه من خدمة إنسانية واجتماعية ودينية قبل كل شيء للمحتاجين وعابري الطريق، وكان دائماً يفكر "كيف يساهم في ذلك المشروع؟". وأضاف "سعيد" قائلاً: "قبل نحو 3 أعوام شاهدت مركز إفطار الصائم الذي تقيمه الجمعية الخيرية بمركز تندحة، وأيقنت أن هذه فرصتي لتحقيق رغبتي في المشاركة، فترددت على المشروع، وناقشت العاملين على المشروع، ولاحظت أنهم يستقبلون المشاركات، فبادر لذهني إعداد عصائر متنوعة وتقديمها للمشروع قبل أذان كل يوم طيلة شهر رمضان المبارك". وتابع "سعيد"، أنه طرح فكرته على زوجته التي أيدتها بقوة، وأكدت رغبتها في المساهمة، حيث يتم تأمين مستلزمات وطلبات "العصير"، ومن ثم يتم إعداده بالمنزل وتبريده، ومع قرب أذان المغرب يتوجه وأبناؤه إلى إيصالها لمقر المشروع، مؤكداً أن ما يثلج صدره هو أن يعود مساءً لأخذ "الجراكل" المخصصة للعصير فيجدها فارغة تماماً، مما دفعه للتوسع في تأمين كميات أكبر يوماً بعد يوم.
وأشار "سعيد" إلى أنه يجد سعادةً كبيرة وغامرة فيما يقدمه خلال شهر رمضان المبارك، وأنه يعمل خططه المادية كل عام لتأمين المبلغ المالي الكافي لاستمرار مشاركته، حيث إنه لجأ إلى ادخار جزء من راتبه الشهري لمشروعه الذي ينفذه خلال شهر رمضان المبارك.