تتزايد معاناة سكان محافظة العارضة، يوماً بعد يوم، شرق منطقة جازان، من مراكز وقرى وأحياء، من سوء الخدمات التي تقدّمها شركات الجوال، الاتصالات السعودية، وزين ، وموبايلي، مطالبين إياها بالنظر في وضع ضعف الشبكة، وتدني مستوى خدماتها، وعدم تغطيتها بشكل مناسب. ولم يجد المواطنون حلولاً أو تفاعُلاً، على الرغم من رفع العديد من الشكاوى والبلاغات، لشركات الاتصالات، يطالبون فيها بالنظر في وضع ضعف الشبكات، الاتصالات والنت، وتدني مستوى خدماتها، وعدم تغطيتها بشكل مناسب، لاسيّما في أوقات الإجازات، ومواسم الأمطار والغبار، فضلاً عن تكرار الانقطاع الكلي الذي يستمر إلى 3 أيام متواصلة. وأكّد أبناء المحافظة، قلة أعداد أبراج التغذية، فضلاً عن كونها قديمة، ولا تحتمل حجم الاستخدام، الذي تجاوز استيعاب الخدمات للمشتركين. ويعاني الأهالي والزوار في محافظة العارضة شرق جازان من عدم وجود فروع ومكاتب للاتصالات السعودية "STC"، وزين، وموبايلي، على الرغم من احتياج الأهالي إلى خدمات، إذ يجبرهم ذلك على الذهاب إلى محافظات مجاورة أخرى، قاطعين مسافات تتراوح بين 30 إلى 60 كيلو مترًا. ولا يمتلك كل المواطنين مركبات تنقلهم هذه المسافات، سعيًا وراء الخدمت التي يرجونها، ما جعلهم يستشعرون أنّهم يسكنون في محافظة منسية. وروى أحد المواطنين قصة مؤلمة، لمعلم في العارضة، في مقر مدرسته، فارقت زوجته الحياة وهو يؤدي رسالته التعليمية، قبل 3 أعوام، ولم يعلم إلا بعد انتهاء عمله، لأنَّ موقع المؤسسة التعليمية التي يعمل فيها خارج التغطية من الاتصالات. حتى فوجئ المعلم بنبأ الوفاة، إثر وصول أحد أقاربه إلى المدرسة قاطعاً 50 كيلو مترًا، من محافظة أبوعريش، ليبلغه بوفاة زوجته. وخيّم الحزن على الجميع، أمام زملاءه وطلابه، في المدرسة. وطالب الأهالي، بإيجاد حل لمشكلة ضعف الشبكة في العارضة، والتغطية بشبكة 3G أو 4G، وأن يتم تطوير شبكة الاتصالات التي أصبحت ضرورة حتمية، لا يمكن الاستغناء عنها، مشيرين إلى أنَّه "لم يتم تزويد المنطقة بالأبراج الإضافية التي تستوعب حجم الاستهلاك، منذ زمن بعيد، ولم يتم تطوير الأبراج القائمة، على الرغم من الزيادة المطردة في أعداد السكان، وكثافة المتنزهين والعمالة الوافدة والزوار، مما كان له مزيد من الأثر في تعثر الاتصال والشبكة". وناشد المواطنون، هيئة الاتّصالات وتقنية المعلومات، وكل من يهمه الأمر، بإنهاء معاناتهم من هذه المشكلة وإصلاح الخلل، والعمل على توفير الخدمات، ومواصلة تحسينها.