أكثر من 75 ألف نسمة يسكنون على مساحة 1600 كلم2 تمثل أكثر من 400 قرية وتبعد 65 كيلو شرق مدينة جازان في الركن الجنوبي الغربي من المملكة، حيث تحدها من الشمال محافظة فيفا وقطاع بلغازي، ومن الجنوب قرى الخشل، بينما تحدها شرقا دولة اليمن الشقيقة، وغربا محافظة أبو عريش. بها 3 مراكز هي مركز القصبة وقيس والحميراء، تلك هي محافظة العارضة التي لا تزال معزولة تماما كما يصفها سكانها عن التواصل مع العالم الخارجي وذلك لعدم توفر خدمات الاتصال الثابت ووسائل الاتصال بالإنترنت عن طريق خدمة DSL وشبكات الجيل الثالث، في ظل التقدم التقني والثورة المعلوماتية التي تعيشها المملكة. «عكاظ» تجولت داخل محافظة العارضة ولاحظت من خلالها وجود الأبراج المشغلة للهواتف المتنقلة (الجوال، موبايلي، زين) إلا أن تقنية الجيل الثالث لا تعمل بها وما زالت تعمل على الجيل الثاني حاليا، مع العلم أن شركة موبايلي وقبل أقل من عام تقريبا حسب ما أفاد ل«عكاظ» الأهالي بتشغيل الجيل الثالث في المحافظة على 2 من أبراجها، إلا أنها لا تخدم سوى القرى القليلة جدا والقريبة منه فقط مما يحرم القرى العديدة والبعيدة الاستفادة من الخدمة وخاصة الجبلية منها كجبل العبادل والجذم وسلا. وأثناء جولتنا التقينا بعدد من الأهالي.. بداية تحدث لنا ابراهيم صوفي من قرية المرواية قائلا: في ظل التقدم والثورة المعلوماتية التي يعيشها الناس في الوقت الحاضر والحاجة الماسة لخدمة الإنترنت في التعاملات الإلكترونية إلا أننا نعيش معاناة الاتصال وخاصة الإنترنت. وأضاف: لن تنعم في العارضة بهذه الخدمة داخل منزلك، وليس لديك خيار إلا أن تحمل جهازك الحاسوب إلى خارج المنزل للبحث عن شبكة اتصال بالإنترنت أو مد الأسلاك إلى الخارج مما يكلفنا تغيير (الكونكت) بشكل مستمر لتعرضها للأتربة وحرارة الشمس والأمطار. واستغرب في ختام حديثه قائلا: أستغرب سبب تأخير توفير هذه الخدمة وتقديمها لعملاء شبكات الاتصال بالشكل المطلوب لجميع أهالي المحافظة. كما تحدث سلمان جذمي من جبل الجذم قائلا: نعاني نحن أهالي جبل الجذم من سوء شبكة الجوال وموبايلي فنحن معزولون تماما عن العالم. وأضاف: في كثير من الأوقات نستخدم شبكة اجنبية تكلفنا مبالغ كبيرة في الفواتير لأنها خيارنا الوحيد في ظل غياب شركات الجوال وموبايلي وزين. واختتم قائلا: زارنا مندوب شركة الاتصالات السعودية قبل أكثر من عام ووعدنا بمعالجة المشكلة، ولكنه ذهب وذهبت وعوده معه. ومن قرية أبو الحناية تحدث فائز سفياني تحدث أيضا قائلا: تقدمنا بطلب باسم أهالي المحافظة للمطالبة بتوفير خدمات الاتصالات من توفير تقنية DSL وترقية شبكات الأبراج للجيل الثالث وتم إرسالها لشركة الاتصالات السعودية في المنطقة ولم نجد إلا الوعود الطويلة. ومن قرية الصيابة التابعة لمركز الحميراء تحدث المواطن موسى الحريصي قائلا: توجد إشارة ضعيفة جدا للجيل الثالث من شركة موبايلي تعمل أحيانا مما يضطرنا للتعلق في النوافذ للبحث عن بصيص أمل لتلك الإشارة عن طريق الكونكت، مضيفا أن أكثر من 20 قرية مجاورة لقرية الصيابة بحاجة ماسة لتقنية الجيل الثالث ليستفيد منها الأهالي في إنجاز تعاملاتهم الإلكترونية خاصة للمتقدمين للجامعات والباحثين عن الوظائف، وكذلك المدارس والجهات الحكومية. ومن جهته، أضاف يحيى الجابري من قرية النبيعة قائلا: نعاني من سوء إشارة الجوال للشركات الثلاث المشغلة للخدمة في محافظة العارضة، مع العلم أننا لا نزال نعمل على الجيل الثاني حتى الآن مما يصعب علينا تصفح شبكات الانترنت. ومن جبل العبادل ناشد علي العبدلي قائلا: أملنا في حل مشكلة الاتصالات لأهالي مركز القصبة والقرى الجبلية التابعة له. كما أجمع مديرو ومعلمو المدارس في المحافظة على الحاجة الماسة والضرورية لتوفير خدمة DSL في الهاتف الثابت وتقنية الجيل الثالث نظرا لاستخدام نظام الإشراف الإلكتروني وبرنامج نور الخاصين بالمدارس لتسجيل المعلومات ورصد درجات الطلاب واللذين يتطلبان السرعة العالية عبر الشبكة العنكبوتية.