وصلتني هدية من أستاذنا الكبير أحمد حسن فتيحي، كانت عبارة عن مجموعة كتيّبات لتحليل أنماط الشخصية، ويقولون: «الهدية على قدر مهديها»، وكانت محل شكر وتقدير. أحمد فتيحي ليس عالم نفس، وليس طبيبا نفسانيا، وليس باحثا اجتماعيا، ولكن الذي لفت انتباهي أن يكتب بخبرته الاقتصادية، وعراقة شركته التجارية، عن سبعة عشر كتيّبا لتحديد أنماط الشخصيات المختلفة في المجتمع. من الواضح أن هذه الشخصيات مرّت عليه، وتعامل معها، وأدرك مصادر ضعفها وقوّتها، فكتابته عنهم تكتسب قوّتها من أمرين: التجربة، فالتحليل هو خلاصة تجربته العملية في التعامل مع كل نوع من هذه الأنماط السبعة عشر، ثانيا، أنها متعددة، ومفصَّلة، على احتياجات ومقاس المجتمع السعودي، فهم معنا، وإن كنا لا نراهم، وهم نحن، وإن تظاهرنا بأننا لسنا منهم. في علم الاتصال والتواصل وتحليل الشخصيات، يكتب علماء الغرب عادة عن أربعة أنماط من الشخصيات القيادية: التحليلية، والودودة، والتعبيرية، والمُحرِّكة، ولكن أن يقوم شيخنا الفاضل أحمد فتيحي بالتوسع في التحليل حتى سبع عشرة شخصية، فهذا جديد. خذ مثلا عنده الشخصية السفسطائية، قد تكون هي الشخصية التحليلية عند الغرب، أي الذي يُحب أن يُحلِّل ويُراجع ويُفصِّل ويعقد الاجتماعات ويُشكِّل اللجان قبل اتخاذ القرار، وعنده الشخصية القهرية قد يُقابلها عند الغرب الشخصية المُحرِّكة، وهو صاحب القرار الذي يهمه تنفيذ العمل، بغض النظر عن أية اعتبارات إنسانية أخرى. ولكن تتعجب وأنت تقرأ أن الأخ أحمد فتيحي يقول: إن هناك أيضا شخصية وسواسية مقولبة، وشخصية نرجسية متعالية، وشخصية متحاشية يكره الصدام والجدال، وشخصية حدّية، أي المُتطرِّفة، وأخيراً الشخصية الانبساطية، وهو المنفتح للعلاقات الاجتماعية. #القيادة_نتائج_لا_تصريحات لا تُحب وأنتَ في عجلة، ولا تعط الثقة سريعا، ولا تقطع مبكرا، ولا تتوقع الكمال، ولا تتكلم بثرثرة. m a z e n @ o x f o r d e a . c o m @ m b a l i l a h