أوضح الاختصاصي النفسي في مجمّع الأمل للصحة النفسية في الدمام خالد مريط أن 2.5% في العالم مصابون بالوسواس القهري، مضيفاً أنه ينتشر بين النساء أكثر من الرجال. وذكر، في ندوة «الوسواس القهري» في الملتقى النفسي الاجتماعي، في محافظة القطيف، أمس، أن دراسة حول الأشخاص المصابين بالوسواس القهري، أجريت على ذكور وإناث، تتراوح أعمارهم بين 18 عاماً و61 عاماً، أظهرت أن الذكور يكثر بينهم الوساوس الجنسية والعدوانية، فيما الإناث التدقيق والترتيب والتنظيف. وبيّنَ مريطٌ أن مرضى الوسواس القهري لا يلجأون إلى العيادات النفسية إلا بعد مرور سبع سنوات على إصابتهم على أقل تقدير، فيما يمضي آخرون سنوات أكثر حتى يلجأوا إلى العلاج. وأوضح أن علاج الوسواس القهري إما علاج دوائي أو نفسي، مشيراً إلى حاجة المريض النفسي إلى الدعم وسماع شكواه وطمأنته وتشجيعه ورفع ثقته بنفسه، كاشفاَ عن أن جلسات العلاج تختلف من مريض إلى آخر، وعادة تكون بين 15 إلى 25 جلسة. وقال إن كل شخص لا يخلو من وسواس، إلا أن ذلك لا يعني إصابته بالمرض، مبيناً أن الوسواس القهري يتميز بالتكرار والمعاناة والمقاومة القوية والسلوك القهري، موضحاً أنه استحواذ قهري على عدم المقاومة والخضوع فكرة معينة، يحاول المريض التخلص منها بالسلوك لتخفيف التوتر الناتج عنها. وذكر أن أسباب الوسواس القهري عديدة، منها البيولوجي، حيث للوراثة دور واضح فيه، إضافة إلى الاستعداد النفسي للمرض، مبيناً أن من الأسباب اضطراب الشخصية المضادة أو الاعتمادية والاتكالية، إضافة إلى أسباب ثقافية واجتماعية مثل تأثير الأسرة على الطفل باستخدام الصرامة معه. وأوضح أن للوسواس القهري أنواعاً، منها: وسواس متعلق بالسلوك العدواني، مثل الخوف من إيذاء الآخرين، وإيذاء الذات، والقتل والعنف، والوسواس المتنوع، مثل التشاؤم التفاؤل بأرقام محددة وألوان لجلب الحظ أو دفع السوء. ومن الأنواع الوساوس الجسمية، وهي المرتبطة بالانشغال الزائد بجزء من الجسم مثل كبر الأنف، وأيضاً الأفعال القهرية من أفعال وسلوكيات وطقوس تكون استجابة للوسواس بناء على قواعد عقلية محددة أو أنماط سلوكية جامدة. وقسَّمَ مريطٌ الأفعال القهرية لدى الموسوسين إلى: المرتبط بالعمليات الحسابية، عد البلاط مثلاً، والأفعال المرتبطة بالفحص والتدقيق، مثل فحص الأبواب والنوافذ، والطقوس كتكرار القيام بطقوس يومية مثل التأكد من فتح أو غلق الأبواب، والأفعال الخاصة بالترتيب والتنظيم، والأفعال القهرية المتنوعة مثل الحاجة إلى الحديث مع الآخرين، والاعتراف، ولمس الأشياء. وبيّن أن الشخصية الوسواسية تؤذي المحيطين بها مثل الموسوسين في الترتيب والنظافة، فيما المصاب بالوسواس القهري يؤذي نفسه ومن يحيط به.