"الوسواس القهرى" هو أحد الأمراض العصبية المزمنة، وتمثل نسبة الإصابة به حوالى 2.5%، وترتفع فى الذكور بنسبة 25% فى سن الطفولة (قبل سن 15 سنة)، ثم يتساوى الذكور والإناث بعد ذلك، ويظهر المرض بين سن 20 40 سنة، ويستمر من شهور إلى خمس سنوات قبل الذهاب إلى الطبيب النفسى، حيث إن معظم المرضى يعتبرون استشارة الطبيب دليل ضعف منهم. ويقول الدكتور أحمد متولى، استشارى الأمراض النفسية والعصبية بالقاهرة، إن الوسواس القهرى هو اضطراب القلق الذى يعبر عنه بأفكار الهوس والطقوس القهرية المتكررة, والذى يؤدى بالناس أن يدخلوا أنفسهم فى فخ الأفكار التى لا نهاية لها والسلوكيات المتكررة, ويعانون من مخاوف لا يمكن السيطرة عليها، إلا بشكل مؤقت جداً، وذلك عن طريق أداء طقوس معينة، أو فحوص متكررة, أو روتين قهرى يهدف إلى الحد من شدة القلق, وبعد إجراء هذه الطقوس، فإن القلق قد يختفى بشكل مؤقت لكنه من المتوقع أن يعود سريعاً، عندها تكون هناك حاجة إلى إعادة أداء الطقوس أو أى فعل مكرر آخر هدفه إخماد القلق حتى المرة القادمة. ويؤكد متولى لصحيفة "اليوم السابع" أن هذا الاضطراب يكون مصحوباً فى كثير من الحالات بالاكتئاب، الذى تسببه المعاناة والعزلة التى يشعر بها الذين يعانون من أعراض الوسواس القهرى, وفى الحالات الشديدة، فإن الدائرة التى لا تنتهى من التفكير ثم العمل ثم التفكير ثم العمل قد تشغل جزءاً كبيراً من يوم المريض وتضر بروتين حياته، ويوجد الكثير من الأشخاص على علم بمشكلة الوسواس القهرى التى يعانون منها، وهم يعرفون أن أفكارهم ليست واقعية لكنهم لا ينجحون فى كبح أنفسهم. ويوضح متولى" أن "الفاحصون" و"المنظفون" هم أشهر أنواع مرضى الوسواس القهرى، حيث يختبئ فى كل واحد منا فاحص صغير لكن "الفاحصون" الذين يعانون من اضطراب الوسواس القهرى يكون له تأثير على حياتهم اليومية، مما يسبب لهم معاناة شديدة, وهؤلاء الناس يفرضون على أنفسهم فحوصا متكررة على كل ما يمكن، خوفا من أن يحدث شىء ما, وأن أكثر الأعراض المألوفة لهم هى تكرار فحص إغلاق المنزل عند الخروج، أو إغلاق الباب قبل الذهاب إلى النوم, أو تكرار فحص إغلاق السيارة، أو إغلاق الغاز, أو إطفاء الفرن، أو تنفيذ المهام، أو القيام بعمليات الحساب بشكل مستمر فى السر أو بشكل علنى، ويقوم بتخزين الأشياء التى لا تبدو ذات قيمة كبيرة. وأضاف "متولى"، أما بالنسبة ل"المنظفون" فهم مجموعة تعانى من الوسواس فى كل ما يتعلق بالنظافة، والذى ينطوى عادة على الخوف من البكتيريا والأمراض, فقد يغسلون أيديهم عشرات المرات على مدار اليوم بالصابون إلى درجة تقشير الجلد, أو ينظفون المنزل أكثر من الحاجة، وهناك منهم من لا يصافح ولا يلمس أى سطح عمومى بسبب الخوف من الجراثيم.
وأشار استشارى الأمراض النفسية والعصبية إلى أن هناك أنواعا أخرى من الوسواس القهرى أخطر بكثير من النوعين السابقين ك"جنون السرقة"، حيث تشد المريضَ رغبةٌ ملحة واندفاع قهرى نحو سرقة أشياء ليس لها قيمة، و"جنون الحرائق"، حيث يندفع المريض مهدداً بإشعال الحرائق، ثم يسلم نفسه للشرطة، ويعترف بأنه مَنْ أشعل النار قهراً وقد حاول مقاومته، و"جنون الخمر"، حيث يغرق المريض فى شرب الخمر بطريقة قهرية تعكس الإدمان، و"جنون الجنس"، حيث الرغبة الملحة أو الفكرة المسيطرة للعملية الجنسية والاندفاع نحو إشباعها مع أى شخص، وفى أى مكان، ويصاب بعد ها بالندم والحزن.