الحمد الله على فضله وكرمه، نَجَحْنَا نحنُ السُّعُوديين -كالعادة- في إخراج مَوسم حَجٍّ ناجحٍ بكل المواصفات والمقاييس. * (نجح الحَجُّ تنظيميًّا)، فلا اختناقات، ولا حَوادث، ولا تأخير في التنقلات، فضيوف الرحمن رغم كثافة أعدادهم، وتنوّع ألسنتهم وثقافاتهم، والبيئات التي جاءوا منها، تمكَّنوا من أداء مناسك حجِّهم بيسر وسهولة وروحانيَّة؛ بل (باستمتاع)؛ لما أن المملكة أنفقت المليارات تتلوها المليارات لتوسعة وتطوير الحرمين الشريفين، والمشاعر المقدَّسة؛ ولأنَّ طائفة من أبنائها كانوا خُدَّامًا للحجَّاج -بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى-، يسهرون على راحتهم في شتَّى المجالات، وهم في هذا الميدان قد رسموا صُورًا إنسانيَّة بديعة، تناقلتها بإعجاب مختلف وسائل الإعلام وبرامج التواصل. * (نجح الحَجُّ أمنيًّا)، رغم تهديدات ملالي إيران، وبعض الجماعات الإرهابيَّة؛ لأنَّ جنودنا البواسل كانوا أبطالاً تحصَّنوا بالإخلاص، وتسلَّحوا بالتفاني، وبما يمتلكونه من خبرات عريضة، وتقنيات حديثة، فقدَّموا للعالَم أجمع أنجح مدرسة في كيفية إدارة الحشود البشريَّة الكبيرة، التي تأسرها ظروف زمانيَّة ومكانيَّة واحدة. * (نَجَح الحَجُّ)؛ لأنَّ المملكة، ومن منطلقات عقديَّة أصَرَّت على أن يبقى كما أراده الله له، موسمًا للعبادة؛ يُوَحِّد المسلمين، ويزرع في نفوسهم الصفاء، والنقاء، وبياض القلوب؛ بعيدًا عن الصراعات والشعارات السياسيَّة والطائفيَّة التي أرادت إيران وأتباعها أن تجعلها خنجرًا تطعن به خاصرة أمَّة الإسلام في أطهر البقاع. * (نَجح حَجُّ 1437ه)؛ فهذه باقاتٌ من التهاني والشكر ل(سَلمان الحَزم والعَزم)، ولرجاله وجنوده، ولكلِّ مَن ساهَم في إدارة مَلف الحَجِّ، وما أرجوه وأتمناه أن يتِم رصد تلك النجاحات بأفلام توثيقيَّة، وتقارير صوتيَّة، ومقروءة، وبثَّها في شتَّى القنوات، والإذاعات، والصحف العالميَّة، وبعدَّة لغات؛ ليس رياءً؛ فهذا واجبنا الذي نفتخر به؛ ولكن ليطَّلعُ العَالم على ما تبذله بلادنا من جهود، وما تُحقِّقه من نجاحات في ظِل ما تتعرَّض له من هجومٍ وحملاتِ تشويهٍ. فهل تفعلها وزارة الثقافة والإعلام، بالتعاون مع المؤسَّسات ذات العلاقة، كالحَجِّ، والخارجيَّة، والملحقيَّات الثقافيَّة؟! [email protected]