يجتمع عباد الله الحجاج في صعيد واحد.. متوجِّهين لله الواحد.. في وقتٍ واحدٍ.. كلهم يناجي ربه.. يطلب ويدعو.. راجيًا المغفرة.. متأمِّلاً في الجنَّة.. يسرح خياله فيما عند الله من المكارم والعطاء.. نيَّته خالصة لوجه الله تعالى.. لا رياء ولا سمعة.. محبَّته لإخوانه.. ومن حوله.. ومن هم بعيدون عنه.. كمحبته لنفسه.. متوخيًا الأدب في التعامل والعمل كما أمر الله وما أمر به رسوله الكريم.. لا يتدخل في شؤون غيره.. ولا ينصت لغير نفسه.. ومن معه إلاّ بالدعاء والمغفرة.. في قلبه خشوع، وفي عينيه دموع.. يدعو الله بكل صدق.. معتذرًا عن أخطائه وذنوبه.. طالبًا المغفرة والرحمة.. محسن الظن في القبول من الله.. بل يصل به حد اليقين في هذا اليوم.. مُتذكِّرًا الحقوق التي عليه.. مُصرًّا على تأديتها.. داعيًا لوالديه.. ومُركِّزًا عليهما، وعلى قصوره في حقهما.. يوم عظيم.. فيه المغفرة.. وفيه الرحمة.. وفيه الكرم من الله الأكرم.. سأقول اليوم لكم دعوتي التي لا أَملُّ من طلبها في سجودي.. وقيامي.. وركوعي.. «اللهم ألقِ علينا محبَّة منك يسمعها أهل الأرض والسماء.. تجعل لنا بها سلطانًا، وتكون لنا نورًا في قلوبنا، وفي قبورنا، ويوم لقاك.. واجعلنا بها مباركين في الدنيا والآخرة.. يا من لا يرد عند بابه من دعاه، ولا يخيّب من رجاه». «رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ». «رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ». آمين.. أكثروا من الصلاة والسلام على سيِّد الخلق أجمعين، شفيعنا ومعلِّمنا ورسولنا وإمامنا سيّد الأولين والآخرين، وشفيع العباد يوم الدين.. فاكس: 6514860 [email protected]