مقال صديقنا الشيخ جميل فارسي بعنوان «ضريبة الكف» حمل رسائل كثيرة، كعادة «جميل» في كتاباته وأحاديثه، تحمل معانيَ في معانٍ، ومعانيَ بين المعان تُذكِّرنا بالألفية التي اشتهر بغنائها محمود حلواني، وغنَّاها محمد عبده في بداياته.. والتي يقول في أحد فقراتها، في حرف الشين: « شي في شي وشي مخفي وشي شفته أنا»!! ***** المقال يتحدث عن فرض الضرائب عمومًا، ولا يجد حرجًا على الدولة في فرض ضرائب نتيجة تضاعف الالتزامات المالية للدولة، خاصة مع زيادة السكان وارتفاع تكلفة الخدمات في مختلف الميادين.. هو يقترح فقط إضافة ضريبة سمّاها «ضريبة الكف». ***** وقبل أن يدخل «جميل» في شرح معنى هذه الضريبة، ذهب فكري أنه يقترح نظامًا ك«ساهر»، يقوم بدلاً من العقوبة النقدية بضرب المُخالف كفًا، وهي عقوبة تُشبه ما يمكن أن نُسمِّيه ضريبة «القفا»، وهي ضريبة حسّية فرضتها إحدى الدول على مَن تختار الشرطة إلقاء القبض عليهم في جولتها الأمنية اليومية المعتادة التي تحرص فيها على تجميع العدد المناسب مع حجم مقصورة سيارات الأمن المصاحبة، يتقلّص العدد أو يزيد حسب المساحة المتوفرة، وأول إجراء يتخذه رجال الأمن قبل أي شىء هو ضرب المقبوض عليهم على «قفاهم» قبل أن تتبين تهمة الفرد منهم، كمجرد إجراء «روتيني» يشعر معه المقبوض عليه بأنه انتقل من حالة «العنطزة» السابقة، إلي حالة «الخنوع» و«الانكسار». ***** لكنني بعد استكمال قراة المقال وجدته يُعرِّف لماذا سميت التوليفة الضريبية التي اقترحها في مقاله بضريبة الكف، فقد عرَّفها، اعتمادا، على فتاوى «النُحاة الاقتصاديون»، بأنها «ضريبة تساعد على كف الأذى عن المال العام».. فضربت كفًا بكف لأني وقعت مجددًا في شراك الشيخ جميل فارسي اللغوية!!. #نافذة: عُض قلبي ولا تعض رغيفي.! [email protected]