لم تنتظر أوروبّا طويلاً بعد انقلاب تركيا الفاشل لِتُبْدِي بغضاء أفواهها تجاه تركيا ورئيسها المنتخب ديموقراطياً، ومن المؤكّد أنّ ما تُخْفِي صدورها أكبر!. مؤخراً وفي بعض مطارات أوروبّا علّقوا لوحات لعناية المسافرين لتركيا وكتبوا فيها: لا تزوروا تركيا فزيارتها استقواء لأردوغان!. أنا أسمع كلام أوروبّا وأصدّقها وأشوف أفعالها وأستعجب، إذ تزعم أنها تكفل الحريّة الشخصية للجميع، فهل من الحريّة الشخصية أن تؤثّر دول على الأشخاص ضدّ المكان الذي يسافرون إليه؟ سواءً كانوا سائحين أو مُستثمرين؟. لو فعلت دولة مسلمة ذلك لمواطنيها محاولةً لمنع سفرهم لدولةٍ أخرى لأقامت أوروبّا الدنيا ولم تُقعِدَها، ولوصفت برلماناتها ومنظّماتها وإعلامها وحكوماتها هذه الدولة بالاستبداد!. رحم الله جدّتي إذ لو بُعِثَت من قبرها، وهي الأميّة التي لم تفقه من السياسة شيئاً، لاستنبطت أنّ كلّ ما في الأمر هو أنّ أوروبا لا تُطيق قيام نموذج لدولة مسلمة ناجحة وعصرية، في أوروبّا أو بجوارها، ومتقدّمة اقتصادياً، وقوية عسكرياً، ومعتدلة أيديولوجياً، ومعارضة للإرهاب، وسُنيّة، مثل تركيا، فكان الانقلاب لو نجح وكان من سيحكم تركيا من العسكر العلمانيين أو الإرهابيين المُستغلِّين للدين أحبّ إليها، وهي في هذا مثل قوم مسيلمة الكذّاب الذين قالوا له بعدما ادّعى النبوّة: نشهد أنّك كاذب وأنّ محمّداً صادق لكنّ كذّاب ربيعة أحبّ إلينا من صادق مُضر!. لا تزوروا تركيا، يا أوروبّا، لكنّنا نحن سنزورها، أتعرفون من أين نبدأ ؟ من اسطنبول التي كان اسمها القسطنطينية عندما استعمرها الروم البيزنطيون، أجداد الأوروبيين، ففتحها المسلمون الأتراك إثر بُشرى من النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وأثنى على الجيش وأميره الذي يفتحها، شاء من شاء وأبى من أبى!. @T_algashgari [email protected]