لفت نظري خبرٌ نشرته جريدة عكاظ مؤخرًا، واقتبسه منها موقع (ياهوو) الشهير!. إنه تعميم الرئاسة العامة لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لفروعها بشأن السعي لدى الأمانات لتغيير أسماء الشوارع غير اللائقة، التي تتعارض مع الضوابط الشرعية، والمشاعر الإسلامية، وتقاليد المجتمع، والذوق العام!. وقد ضربت الرئاسة عدّة أمثلة أذكر ثلاثًا منها، هي شارع أبي لهب، وشارع مسيلمة، وشارع أبرهة الحبشي!. والخبر إن دلّ على شيء فيدلّ على عشوائية بعض الأمانات في اختيار أسماء الشوارع، وافتقادها للرؤية السليمة في ذلك، وأعتقد أنّ من سمّاها هكذا من منسوبيها يجهل التاريخ، وإلّا.. ألا يعرف أبا لهب تبّت يداه؟ الذي كان يؤذي النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ونزلت فيه وفي زوجته أمّ جميل سورةٌ كاملةٌ هي المسد، وألا يعرف مسيلمة الكذّاب؟ مُدّعي النبوة، المفتري بهتانًا وزورًا بأنّ له صلةً بالسماء، وألا يعرف أبرهة الحبشي الذي حاول هدم الكعبة الشريفة؟ وبنى كعبةً أخرى في اليمن ليصرف حُجّاج بيت الله الحرام إليها، فأمطره الله وجيشه بحجارةٍ من سجيل، تقذفهم بها الطير الأبابيل، فجعلهم كعصفٍ مأكول، في أمرٍ ربّانيٍ غير مباشر للمؤمنين كي يصنعوا الطائرات الحربية ويدافعوا عن أنفسهم وعن مقدّساتهم وديارهم في كلّ الأماكن والأزمان!. لا أحد يجهل ذلك حتى طلّاب مرحلة الروضة والابتدائية، إذن كيف تجهله بعض الأمانات؟!. وأخيرا: بماذا أختم المقال؟ أقل لكم؟ سأختمه بالقول أنّ سعي الهيئات هو تدخل في عمل الأمانات، وأنا لا أحبّذ تدخّل الجهات في أعمال بعضها، لكنني هنا أرفع شماغي تحيةً لتدخلها، فبعض الأمانات لم تُتقن أعمالها، ومن لا يُتقن عمله فقد شرْعَنَ فتح باب التدخل على مصراعيه لغيره !. تويتر: T_algashgari [email protected] @T_algashgari [email protected]