يبدو أن الإثنين لم يكتفِ بالفضائلِ التي اخْتُصّ بها دونَ سائرِ الأيامِ؛ إذ جاءَ نصِيبُهُ هذا العامِ في أن يكونَ موافقاً ل: يومِ «7 مايو»، وهو اليومُ الذي تمكّنت فيه سعادُ من أنْ تنتزِعَ من فمِ التنينِ يوماً عالمياً ليبرالياً سعودياً خالصاً وَفْقَ بعضٍ من وكالاتِ الأنباءِ التي وكّدت على أنَّ: (منظمات دولية ليبرالية وافقت على اقتراح قدمته الناشطة «سعاد الشمري» بتحديد يوم 7 مايو من كل عام يوماً عالمياً لليبرالية السعودية)، بينما تتوالى خيباتُ «الرجل الليبراليّ» جرّاءَ اكتفائهِ باجتراحِ المباركةِ! وما يلحقُ بها عادةً من بذخٍ عروبيٍّ احتفاليٍّ تكون فيه المرأةُ دونَ حجاب! ولأنّه محرمٌ على مَن كانَ على مثلِ ما أنا عليه من «هيئةٍ» أنْ يجْمَعَهُ وإياهم مكانٌ واحدٌ؛ فلم أشأْ إذ ذاكَ أن أفوت هذه السانحةِِ من (الاحتفال) بيومٍ ستكونُ مناسبتُه فيما بعد عيداً لنا ولمن خلفنا، و»سعاد وأخواتها» -عَفْيِهْ بنات- العشمُ بهنّ كبير في أن ينتزعن «إجازةً» ولِتعْلمَ «المنظمات العالميةُ» أنّ في نظامِنا سَعَةً! ذلك أنّ العجاج/ الغبار ليس بأحبَّ إلينا من يومٍ عالميٍّ أثير. ولأني لا أملكُ مالاً ولا خيلاً فأهديها بما يتناسب واحتفالنا بهذا اليوم إذ غاية ما أملكه أنفقته كلَّه في «الكتب»! ففكرتُ وقدرتُ ثم اهتديتُ بأُخَرَةٍ إلى أن أنقّبَ في تاريخنا لعلي أظفَرَ بقبسٍ يضيءُ لنا هذا اليوم بيومٍ يكونُ أشدَّ شبهاً بيومنا «العالميِّ» هذا ليتَّفِقَ معه في رقم «7 مايو»، شريطةَ أن يكون صناعةً حريمِيّةً، ولمْ يطلْ مكث تنقيبي إذ ظفِرتُ بما يلي: (في تاريخنا امرأة تنبّأت وهي: سجاح بنت الحارث من بني يربوع، أم صادر (- نحو 55ه ... – نحو 675م في 7 مايو) متنبئة مشهورة. وعشيرتها قاطنة في العراق منذ دهر، كانت عارفة بالأخبار، رفيعة الشأن، نبغت في عهد الردة، وادعت النبوة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان لها علم بالكتاب أخذته من ثقافتها العراقية المسيحية. ولا أحد يمكن أن يجزم هل أعلنت النبوة عن قناعة صادقة أم رغبة باستغلال الأوضاع السياسية المتوترة للدولة ومحاولة التمرد عليها والحصول على النفوذ والسلطة؟ أم إنه للفت الانتباه وهو ما نرجحه! وقد تبعها في دعوتها جمع من عشيرتها إذ أقنعتهم بالذهاب إلى غزو مكة والاستيلاء على دولة الخلافة. عندما نزلت باليمامة، بلغ خبرها (مسيلمة الكذاب) مدعي النبوة. فقيل له: (إن معها أربعين ألفاً)، فخاف من منافستها فقرر أن يتبع معها طريق التحالف. ويبدو أنها كانت قد قرّرت كسب هذا المنافس الذي يشاركها العداء لدولة الخلافة. فما إن التقيا حتى قرّرا الزواج، وأقامت معه بعض الوقت، زواج مصلحة.ومع الأيام بدأت (سجاح) تسترد وعيها وتدرك فداحة الوهم الذي كان يسيطر عليها. اقتنعت بصعوبة الإقدام على قتال المسلمين، فانصرفت راجعة إلى أخوالها في الموصل. بعد ذلك بفترة وجيزة بلغها مقتل مسيلمة) (انتهى نقلاً بتصرف). أسلمت بعد هذا وحسن إسلامها فماتت عابدةً قانتةً وصلى عليها «سمرة بن جندب» رضي الله عنه.