لا أحسبُ أنَّ أحداً في مجتمعِنا يشكُّ في قيمةِ وأهميَّةِ سياراتِ الإسعافِ وخدماتِها لكنَّ الملاحظَ أن الغالبيةَ العظمى منَّا وبكلِّ أسىً لا يقيمون لهذه الأهميةِ وزناً.. فلا يتركون لها مجالاً للحركةِ في عزِّ زحمةِ السيارات.. ويسابقونها غير آبهين بتعريضِها ومَن فيها للخطر.. بل الأدهى والمحزنُ أنَّهم يقاتلون رجالَ الإسعافِ في تجربةٍ شخصيةٍ ولأكثرِ من مرَّة ونحن ننقلُ الوالدةَ يحفظُها الله ويشفيها الى المستشفى العسكري في جدة وفي عزِّ زحمةِ الطرقاتِ الرئيسيةِ المؤديةِ له شارع التحلية، شارع فلسطين ونحن كأهلِ مريض، ورجالُ الإسعافِ كمسعفين في أقصى حالاتِ التوتُّرِ للوصولِ إلى المستشفى في أقصرِ وقتٍ كانت السياراتُ تزاحمُ الإسعافَ وتتخطاه وبعضُها يعيقُ الحركةَ.. وفي الحديثِ مع رجالِ الإسعافِ وجدتُ ما لا يمكنُ وصفُه من معاناتِهم.. فإن حدثَ وأن احتكَّت سيارتُهم بسيارةٍ أخرى يُحاسَبون وكأنهم في مهمةٍ خاصةٍ واعتياديةٍ أو كأنَّهم يقودون سياراتِهم الخاصة !؟ بل إنَّ بعضَهم تعرَّضَ لمشاكساتٍ من سائقين آخرين دون اعتبارٍ لمعنى سيارات إسعاف.. والمؤسفُ أنَّ النظامَ لايحميهم!؟ مثلُ هذه الإشكالاتِ ليس لها من حلٍّ سوى إيجادِ نظامٍ قويٍّ وحازمٍ ويُطبَّق بحذافيره فلا يُعقل أبداً أن تكونَ حياةُ البشر.. وهي في حالةِ خطرٍ.. مجالاً للمساومةِ والأخذِ والردِّ بل خطوطٌ حمراء لها حسابٌ شديدٌ.. كما أحسبُ أنَّ على كلِّ الأجهزةِ الأمنيةِ شرطةً ومروراً مهمةَ تسهيلِ حركةِ سياراتِ الإسعافِ ومساندة ومساعدة رجالِها لتأدية مهامِّهم بحِرَفيَّةٍ عاليةٍ والمساهمةِ في المحافظةِ على أرواحِ البشر... إضافة إلى تخصيصِ مساراتٍ لسياراتِ الإسعاف ومحاسبة مَنْ ينتهكُها بصرامةٍ وهذا أقلُّ ما يمكنُ أنْ يُعملَ حمايةً للناس وضماناً لأداءِ الخدمةِ.. [email protected]