يضطر رجال الهلال الأحمر في المدينةالمنورة في بعض الأحيان إلى تأجيل الإفطار وربما الصلاة وذلك تلبية لنداء الواجب، وفي حال تجمعوا لتناول إفطارهم فإنهم يجتمعون إلى جوار أجهزة البث والاستقبال التي توصلهم بغرفة العمليات منتظرين في أية لحظة نداء استغاثة يطلب حضورهم إلى الموقع الذي يحتاج لهم. ويؤكد الفني إسعاف خالد الغيثي، أن عملهم كمسعفين في الميدان لا يقتصر عليهم فقط بل هناك فرق نسائية تضطلع بمهامها من خلال مرابطتها المستمرة في مواقع العمل. يقول: «واجبنا في هذه المهنة يفرض علينا التخلي عن مشاركة أسرنا وجبة الإفطار أو السحور، فنحن معرضون للاستدعاء في أي وقت حتى لو كنا خارج الدوام الرسمي». ويمضى بالقول، «عادة ما نفطر في الميدان، وقد لا يساعدنا الوقت لإتمام الفطور فقد نتلقى اتصالا من مركز العمليات يفيد بوقوع حادث ما على أحد الطرق السريعة أو يطلبون حضورنا بسبب اشتعال حريق أو ربما يكون سبب استدعائنا لإصابة أحدهم أو تعرض شخص لمضاعفات مرض ناجمة عن الصيام فنضطر إلى التوقف عن الأكل والتوجه فورا إلى موقع الحدث لإسعاف من يستحق». ويضيف أنهم كمسعفين يضطرون إلى أداء الصلاة التي تفوتهم بعد الانتهاء من مباشرة الحالة على اعتبار أنهم محتاجون لكل ثانية قد تتوفر لديهم. يقول «في الأوقات الضيقة، كوقت صلاة المغرب من رمضان، يكون الوضع جيدا للحركة باعتبار أن الشوارع خالية، لكننا في الوقت ذاته نضع في أولوياتنا بعض الناس الذين يقودون سياراتهم بسرعة متهورة من أجل اللحاق بوجبة الإفطار في منازلهم وهذا ما يجعلنا حذرين رغم خلو الشوارع من السيارات». وتطرق في حديثه إلى أن وتيرة العمل تزداد معدلها بشكل كبير في موسمي رمضان والحج، «المعتمرون والزائرون يأتون إلى المدينةالمنورة في شهر رمضان وهذا ما يجعلنا على أهبة الاستعداد لحوادث السير التي تقع في الطرق السريعة والداخلية». واستشهد الغيثي بحادث الحافلة التي كانت تقل عددا كبيرا من الزائرين المتوجهين إلى المدينةالمنورة، فجاءهم من غرفة العمليات ضرورة التوجه إلى أحد الخطوط السريعة لإسعاف المصابين ونقلهم إلى المستشفيات، وقال: في ذلك الحادث حضر ما يقارب 14 فرقة إسعاف لتغطية عدد الركاب ولاحتواء الموقف من أي تأزم. وحول أكثر الإصابات التي يواجهونها في شهر رمضان، يوضح «هم الأشخاص الذين يعانون من مرض السكر وبعض الأمراض المزمنة، لكن أكثر ما يلاحظ ارتفاع نسبة المشاجرات مع الأسف بين الناس خاصة قبيل وقت الإفطار». ولا يتوقف دور المسعفين في الميدان على تقديم الإسعافات فقط، فهم يأخذون على عاتقهم مهمة توعية الناس وإرشادهم من خلال توزيع النشرات الخاصة بطرق الوقاية وتعريفهم بأهمية السلوك الحمائي من ضربات الشمس والأمراض التنفسية من خلال لبس الكمامات في أماكن التجمعات وغيرها، مشيرا إلى أنهم يقابلون ذلك بتفاعل من الناس. ويبين الغيثي أن بعض الناس يسأل عن مرض انفلونزا الخنازير فنبين لهم أولا طريقة الإصابة به، ثم نشرح لهم أعراضه، بعد ذلك ننصحهم بضرورة التوجه فورا إلى أقرب مستشفى لأخذ العلاج اللازم.