* مؤسفٌ ومحزنٌ مشاهدُ تتكررُ يومياً.. في شوارِعِنا وأحيائِنا.. انفعالاتٌ منفلتة.. نتيجتُها دماءٌ.. وقتلى.. ومصابون وحين التعمُّقُ في أسبابِ المشكلةِ.. تجدها تافهة.. سطحيَّة إما تجاوزٌ مروريٌّ أو وقوفٌ خاطئٌ أو تلاسُنٌ.. أو تفاوتٌ في الآراءِ.. والأدهى حينما تكونُ على عدمِ وجودِ مكانٍ شاغرٍ في مطعمٍ أو منتزهٍ.. أو عن سوءِ خدمةٍ..؟! * لمْ أكدْ أصدِّقُ عيني في أمسيةٍ داخلَ منتزهٍ بحريٍّ في مدينةِ جدة.. حين علا صراخُ رجلٍ في الأربعينياتِ وبهيئةٍ مرتَّبة ثبتَ أنها "خادعة" لأحدِ العاملين في المنتزه لأن الأخيرَ أبلغَه أن المكانَ مشغولٌ وكنتُ أحسبُ ومعي جلسائي أن الانفعالَ وقتيٌّ وسينتهي لكنْ ما حدثَ أن الأربعينيَّ زادَ صراخُه.. وتهديدُهُ.. بل وتطوَّر الأمرُ إلى ملاحقةِ العاملِ والاشتباكِ معَه انتهى إلى دماءٍ من الطرفين سلم منها المُحرضُ الأساسيُّ!! * والمفاجأةُ الكُبرى لي وللحاضرين حينما حضرتْ الشرطةُ أنَّ الأربعيني ذكرَ اسمَه كاملاً وطبيعةَ عملِه "في جهازٍ حكوميٍّ مُهمٍ" * همستُ لجلسائي إن كانَ هذا فعلاً هو كما يقولُ.. فلا يستحقُّ أن يبقى في عملهِ ذلك.. فكيفَ تأمنُ الناسُ على قضاياها إن كان هذا بانفعالِه ذاك؟ *والسؤالُ.. لماذا كلُّ هذهِ الحوادثِ التي تتركُ آثاراً غائرةً من الجراحِ في جسدِ المجتمعِ؟ وهل نحن فعلاً كما تُوحي به هذهِ الحوادثُ مجتمعٌ انفعاليٌ منفلتُ الأعصابِ؟ وهل يمكنُ معالجةُ هكذا حالٍ؟ * لا أدَّعي أني أملكُ الإجابةَ ولكنِّي أقولُ بصدقٍ وأملٍ بأن استمرارية هذه الحوادثِ وبذاتِ الحجمِ خطرٌ يتهدَّدُ مجتمعَنا في بنائِهِ وهو ما يستدعي مبادرةَ جهاتٍ عدةٍ التربيةُ والتعليم، الجامعاتُ.. الأندية، أدبية ورياضية.. وسائلُ الإعلام بكلِّ ألوانِها المفكرون.. والدعاة وأئمةُ المساجدِ إلى وضعِ استراتيجيةٍ وطنيةٍ طويلةِ المدى.. لنزعِ الفتيلِ وخلخلةِ الأسبابِ وإعادةِ الهدوءِ إلى الذواتِ والنفوسِ خاصة ونحن مجتمعٌ من المفترضِ أن يُسيَّرنا القرآنُ وتعاليمُ الإسلامِ. [email protected]