لكل إنسان طريقته وأسلوبه في العيش: البعض تُغنيه القراءة عن ملذات الحياة جميعها، فهو يجد في القراءة متعة ذاتية وغذاء أو وجبة عقلية لا يشبع منها. ومهما اختلفت مشارب القارئ فإنه في النهاية هو مَن يُحدد خياراته. فأصحاب هذه المتعة يُؤمنون بقول المتنبي: «أعَزُّ مَكانٍ في الدُّنَى سَرْج سابح وَخَيرُ جَليسٍ في الزّمانِ كِتابُ». بعض آخر من الناس يجد في العمل متعة؛ ما بعدها متعة. فهو لا ينظر للعمل على أنه وظيفة، بل عشق ومتعة قائمة بذاتها تجلب له مزيداً من الراحة النفسية والرزق أيضًا. وربما يكون اليابانيون في هذا العصر أصدق مثال على ذلك، فهم يُقبلون على العمل بحبٍّ وروح عالية إلى درجة أن حكوماتهم تُجبرهم على أخذ الراحة إجبارياً؟! وأناس يرون في السفر والترحال والسياحة في أرض الله الواسعة والتعرف على البلدان متعة ذاتية لا تضاهيها متعة، حتى ولو سافر on dick، أو حتى واقفًا!! وهناك أولاً وأخيراً من يَرَوْن العبادة الخالصة لله تعالى الملاذ الآمن الذي يُغنيهم عن الدنيا وما فيها. فهي المتعة النهائية التي لا يُعادلها متعة، ولا يمكن إدراك مداها ومنتهاها، خاصة إذا ما كانت خالصة لوجه الله تعالى وحده. كلها خيارات يلجأ إليها الناس، وللناس فيما يعشقون مذاهب، لكنها تصبُّ في النهاية في اختيار الفرد لأسلوب الحياة الذي يُلبِّي احتياجاته الخاصة. والأهم في كل هذه الخيارات ألا يعتدي صاحبها على حرية أو يتدخل في خيارات غيره، أو يفرض عليه خيارات يرى أفضليتها.. من وجهة نظره الخاصة، فيستعمل سلطته في فرضهاعلى الآخرين.. غصباً وعدواناً!! #نافذة: (حريتك تنتهي عند طرف أنفي..!!) ويليام شكسبير [email protected]