اختتمت وزارة التعليم أمس (الثلاثاء) أعمال الاجتماع الثامن عشر للجنة وزراء التعليم العالي والبحث العلمي بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والذي استمر لثلاثة أيام بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بالرياض. وخلال كلمته الافتتاحية أشار معالي الدكتور أحمد بن محمد العيسى، وزير التعليم بالمملكة العربية السعودية إلى أن رؤية خادم الحرمين الشريفين بشأن تعزيز مسيرة العمل الخليجي وما ورد بها من مضامين سامية لتعزيز المسيرة المباركة لمجلس التعاون ومكانته الدولية والإقليمية، تمثل دافعًا قويًّا لنا جميعاً لتحقيق المزيد من العمل والإنجازات، لتضافُ إلى ما تم انجازه من برامجَ ومشروعاتٍ خليجيه مشتركة خلال الاربعين سنةً الماضيه من عمر المجلس. ولفت وزير التعليم إلى أن انعقاد الاجتماع الثامن عشر للجنة وزراء التعليم العالي والبحث العلمي في دول مجلس التعاون أتى في الوقت المناسب ليعكس اهتمام قيادات اوطاننا الخليجية بالتعليم العالي والبحث العلمي وبمواصلة العناية والاستدامة للجهود الاساسية لبناء الكوادر البشرية،وهو ما يتطلب منا جميعاً مضاعفة الجهود لتحقيق الاهداف لمؤسساتنا الجامعيه ومراكزنا البحثية والحرص على جودة المخرجات القادرة بإذن الله على تحقيق أهداف التنمية الوطنية والنهوض بمجتمعاتنا الخليجية والتأثير في العلوم على مستوى العالم بما يخدم مواطنينا وشعوب امتنا العربية والإسلامية والإنسانية أجمع. وأشار الدكتور العيسى إلى أن حاجة اوطاننا الخليجية إلى التعاون وتعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك تَتَزَايَدُ كلما زادت التحديات التي تواجه وطننا الخليجي، لافتاً إلى أن لجنة الوزراء شهدت خلال الفترة الماضية تطوراً مستمراً في الأداء وفي الإنجاز، وتقدماً مطرداً في تحقيق أهداف التعاون الخليجي المشترك، مما ترتب عليه تراكمٌ في الإنجازات التي تحققت، وفي المكاسب التي عززت العمل الخليجي في قطاع التعليم العالي و البحث العلمي. ولفت العيسى إلى أن هناك حاجه إلى ضرورة تطوير أعمال اللجنة من خلال التركيز على القضايا الاستراتيجية والبعد عن الامور التفصيلية تعزيزاً للكفاءه ودعماً للابداع في معالجة قضايانا الوطنية، واستجابةً لاحتياجات الدول الأعضاء للنهوض بمؤسسات التعليم العالي و البحث العلمي. وأشاد العيسى بالحلقة النقاشية الاولى المصاحبة لاجتماعات اللجنة بعنوان (الموائمة بين مخرجات التعليم العالي وسوق العمل) وما تحقق بها ما إبراز للتجارب الجديدة والمتميزة لوزارات التعليم العالي والبحث العلمي بدول المجلس في قضيةً مهمه تتمثل في الموائمة، املاً أن تستمر مثل هذه الحلقات الفاعلة في اجتماعات اللجنة القادمة. من جهته ألقى معالي الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية قال فيها أن طاولة الاجتماع تحمل عدد من المواضيع المهمة ، في مقدمها موضوع تعزيز المواطنة الخليجية ، ومقترح إنشاء وحدات للملكية الفكرية في جامعات دول المجلس ، ومقترح إنشاء كرسي للدراسات الأكاديمية حول مجلس التعاون والعمل التطوعي . ولفت الزياني إلى أن أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس ، أولوا اهتماماً بالغاً بالتعليم ، وبكافة فروعه ومؤسساته الأكاديمية ، بما يعكس إيماناً راسخاً منهم بأن التعليم ركيزة أساسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بدول المجلس، من خلال تركيز الجهود على إعداد الكوادر الوطنية المتعلمة ، الملمة بالمعارف والعلوم الحديثة المواكبة لمتطلبات العصر ، والقادرة على التفاعل والمشاركة بكل كفاءة واقتدار في خطط وبرامج التنمية الشاملة بدول المجلس. وأضاف الزياني إلى أنه من هذا المنطلق أبدى أصحاب الجلالة والسمو القادة حرصهم واهتمامهم بدعم ورعاية مؤسسات التعليم العالي والجامعات بدول المجلس لتكون أكثر تطوراً وحداثة، وقد كان لجهودكم الحثيثة، أصحاب المعالي والسعادة، ومساعيكم المباركة الأثر الكبير في ما حققه التعليم الجامعي بدول المجلس من تقدم ورقي في مختلف مجالاته وتخصصاته، واستقطاب مدروس لأبرز الجامعات العالمية، واستثمارات كبيرة في قطاع التعليم الجامعي ، ومبادرات رائدة للتطور والارتقاء لتوفير التعليم الجامعي باعتباره حقا مكفولا للمواطن الخليجي لبناء شخصيته، وتمكينه من امتلاك القدرات والمهارات القيادية والمعرفية اللازمة للتعامل المتزن مع تحديات الحياة المعيشية ، وتحصينه فكرياً من الانجرار وراء التشدد والتطرف والعنف ، وبما ينسجم مع تراثنا وثقافتنا العربية الاصيلة وتعاليمنا الاسلامية السمحة التي تدعو إلى الاعتدال والتسامح والمحبة والأخوة وقبول التعايش مع الأمم الآخرى .