يحكي لنا الصديق زين أمين في موقعه في الفيسبوك قصة طالبة جرَّمتها إدارة المدرسة وعاقبتها بإجبارها على المكوث في الفصل حتى انتهاء الفسحة. أما الجُرم فهو أن الطالبة الصغيرة تفتق ذهنها عن فكرة؛ توفر بها مبلغاً لشراء هدية لأمها، فقامت برسم بعض الصور، ولوّنتها وعرضتها للبيع على زميلاتها مقابل ريالين لكل صورة، حتى تتمكن من تجميع مبلغ شراء الهدية..! *** الإجراء القاسي من إدارة المدرسة قاد لامتناع الطفلة عن الرسم مطلقاً بالرغم من المحاولات المستميتة من الأم لإعادة الثقة في نفس الطفلة..؟!! وقد رأى الصديق زين في إجراء المدرسة «قتلاً رحيماً» لمواهب الطفلة.. فقتل الأفكار لإنسان حي مبدع هو نوع من القتل الرحيم.. وطلب منا، كعادته، إطلاق العنان في التفكير ومشاركته في الخروج بعظة من هذه الحادثة. *** ما فعلته إدارة المدرسة مع الطفلة أراه «قتلاً غير رحيم» لمواهبها، حتى وإن أخطأت في توظيفها. وكان على المشرفة المدرسية تقديم النصح والإرشاد لها وليس إشعارها أنها ارتكبت جريمة شنعاء. وما أحرانا تأمل خطاب الله جل وعلا لكليمه موسى وأخيه هارون عليهما السلام في قوله تعالى: (اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى* فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى). فما بالك بطفلة صغيرة لم تتجاوز الحلم. *** أخيراً.. القتل الرحيم هو قتل محرم شرعاً، فنحن كمسلمين نؤمن بأن الموت والحياة أمرهما في يد الخالق وحده، وأن المرض والشفاء في يده وحده.. (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ).. كما أن معاناة المرض وآلامه تخفيفٌ للعبد من كثير من الذنوب، وامتحان له على تحمُّل القدر. #نافذة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الرِّفْقَ لاَ يَكُونُ فِي شَيء إِلاَّ زَانَهُ وَلاَ يُنْزَعُ مِنْ شَىْءٍ إِلاَّ شَانَهُ». [email protected]