عندما أنتجت هوليوود في الماضي فيلم الرُعْب «يوم الجمعة 13»، في إرادة خبيثة من بعض اليهود والمسيحيين المُسيطرين عليها لتشويه يوم الجمعة عند المسلمين، وربطه بالرقم 13 الذي يتشاءمون منه في الغرب، احتجّ المسلمون في أمريكا على ذلك، وحُقّ لهم أن يحتجّوا، وتساءلوا: لماذا لم تختر هوليوود يوماً آخراً؟ كيوم السبت المقدّس عند اليهود؟ أو يوم الأحد المقدّس عند المسيحيين؟ أو أيّ يومٍ آخر؟. واليوم، وفي حضرة الإرهاب البغيض؛ إرهاب داعش المجرمة التي تتشدّق بالدين، لم تعد هوليوود محتاجة لتشويه يوم الجمعة، بل انبرى بعض المحسوبين اسماً على الإسلام، والخارجين عليه والمارقين منه فعلاً، من المنتمين لداعش، لتشويهه وجعله يوماً للرعب والإرهاب، بتفجير المساجد التي يُذكر فيها اسم الله، وقتل المُصلِّين، وما حصل في منطقة الأحساء يوم الجمعة الماضية ليست إلّا مثلاً لذلك، قاتلهم الله أنّى يؤفكون؟. ومن يتأمّل في فضل يوم الجمعة يوقن أنّ الإرهابيين قد ضلّوا عن صراط الله الذي يزعمون أنهم مجاهدون في سبيله، فالرواح للمسجد للصلاة فيه هو خامس الأعمال الصالحة التي من عَمِلَهُنّ في يوم كُتِب من أهل الجنّة، وهي عيادة المريض، وشهادة الجنازة، والصوم، وعتق رقبة، لكنّ الرواح للجمعة يكون في سكينة ووقار لا في توتّر يسبق الانتحار، ويكون في لبس الثياب الطاهرة والادّهان بالطيب، لا في لبس الثياب التي تُخفي تحتها الأحزمة الناسفة برائحة البارود، ويكون في الجلوس بإكمال الصفوف الفارغة للانصات للإمام، لا في توسّط الجمع لقتل أكبر عددٍ منهم، مرّة أخرى؛ قاتلهم الله أنّى يؤفكون!. رحم الله الضحايا، وقلوبنا مع ذويهم المكلومين، وتوكُّلنا على الله، وثقتنا كبيرة في الدولة لاجتثاث آفة الإرهاب بالحزم، وتطبيق أحكام الله القوي العزيز!. @T_algashgari [email protected]